تراجع أسعار الذهب بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل
شهدت أسعار الذهب اليوم الخميس انخفاضًا طفيفًا خلال التعاملات الآسيوية بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، الأمر الذي حد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، رغم استمرار المعدن الأصفر في التداول قرب مستويات قياسية سجلها في الفترة الماضية.
وذكر محللون اقتصاديون أن الأسواق بدأت في تهدئة المخاوف الجيوسياسية بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، ما أدى إلى تراجع جزئي في الطلب على الذهب، الذي عادة ما يشهد ارتفاعًا خلال فترات التوتر والنزاعات المسلحة.
وبحسب بيانات الأسواق، ظل سعر أوقية الذهب أعلى من مستوى 4000 دولار أمريكي، وهو مستوى مرتفع مقارنة بالفترات السابقة، ما يعكس استمرار تأثير بعض العوامل الاقتصادية العالمية على أسعار المعدن النفيس، بما في ذلك التضخم، وتقلبات الدولار الأمريكي، وأسعار الفائدة العالمية.
وأشار خبراء إلى أن الذهب يواصل جذب المستثمرين كأداة للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والسياسية، خاصة في ظل استمرار حالة عدم اليقين في بعض الأسواق العالمية، بالرغم من تراجع التوتر في قطاع غزة.
ويعد الذهب أحد أهم الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات الأزمات، وقد شهد المعدن الأصفر ارتفاعًا قياسيًا خلال الأسابيع الماضية نتيجة التصعيد العسكري في الشرق الأوسط وارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة. ومع إعلان وقف إطلاق النار، بدأ بعض المستثمرين في جني الأرباح والحد من حجم مراكزهم الاستثمارية في الذهب، ما أدى إلى التراجع الطفيف في الأسعار.
وأوضح المحللون أن استمرار أسعار الذهب بالقرب من مستويات قياسية يشير إلى مرونة المعدن النفيس أمام تقلبات الأسواق العالمية، ويؤكد على دوره كأحد أهم أدوات التحوط الاستثماري، إلى جانب السندات والعملات الاحتياطية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتابع فيه الأسواق عن كثب السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، ومعدلات التضخم، وأسعار الفائدة، وهي عوامل رئيسية تحدد الاتجاه المستقبلي لأسعار الذهب على المدى القصير والمتوسط.
وبحسب توقعات بعض الخبراء، فإن المعدن النفيس قد يشهد تذبذبًا محدودًا في الأيام المقبلة، مع بقاء المستثمرين متيقظين لأي تطورات جديدة في الملف الفلسطيني أو تغيرات في المؤشرات الاقتصادية العالمية، مؤكدين أن أي تصعيد جديد في النزاعات قد يدفع الذهب إلى استعادة الارتفاع بقوة.
واختتم الخبراء بالإشارة إلى أن الطلب على الذهب في الأسواق الآسيوية والأوروبية سيظل قويًا نسبيًا في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، مما يجعل المعدن النفيس خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن أمان نسبي لعواصف الأسواق المتقلبة.
