“تراثنا 2025” يفتح أبوابه للحرفيين من الصعيد.. وإقبال واسع على منتجات أسيوط

شهد معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية في دورته السابعة حضورًا لافتًا من محافظات الصعيد، التي تميزت بعرض منتجات تراثية تعكس أصالة الحرف المصرية وجودة الصناعات اليدوية التي اشتهر بها أبناء الجنوب، حيث حظيت منتجات محافظة أسيوط على وجه الخصوص بإشادة واسعة من زوار المعرض نظرًا لتنوعها ودقتها الفنية العالية.
وأكد الأستاذ باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، أن الجهاز يحرص على أن يكون معرض تراثنا منصة تسويقية كبرى تجمع الحرفيين من مختلف المحافظات، خصوصًا من محافظات الصعيد وسيناء والمناطق الحدودية، بهدف دعمهم فنيًا وتسويقيًا وتمكينهم من التوسع في الأسواق المحلية والعربية.
وأوضح رحمي أن الجهاز قدّم تمويلات وخدمات غير مالية وتسويقية لقطاع الحرف اليدوية والتراثية تجاوزت المليار جنيه منذ عام 2014 وحتى الآن، ما انعكس على جودة المنتجات ومستوى الحرفيين المشاركين في المعرض هذا العام، مشيرًا إلى أن الجهاز لا يقتصر دوره على التمويل فقط، بل يمتد إلى التدريب، ودعم التصميمات، والتسويق، وفتح قنوات بيع جديدة عبر المعارض المحلية والدولية.
وأضاف أن مشاركة محافظات الصعيد، ومنها سوهاج، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، أسوان، حلايب وشلاتين، تأتي ضمن خطة متكاملة لدمج هذه المحافظات في المنظومة الاقتصادية للحرف التراثية، وتعريف الجمهور المحلي والدولي بالتراث الثقافي الغني لتلك المناطق. وأشار إلى أن معرض "تراثنا" أصبح حدثًا سنويًا بارزًا على خريطة المعارض الإقليمية، يجذب آلاف الزوار من داخل مصر وخارجها، ويشكل منصة مهمة لتسويق الحرف المصرية الأصيلة.
من جانبه، أشاد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، بجهود جهاز تنمية المشروعات في دعم الحرفيين بالمحافظة، موضحًا أن الجهاز قدّم خدمات مالية وتدريبية وتسويقية لأكثر من 1600 مشروع تراثي، ما وفر آلاف فرص العمل وساهم في إحياء الحرف القديمة وتشجيع الشباب والفتيات على العمل فيها. وأكد أن المحافظة تحرص على مشاركة أبنائها سنويًا في معرض تراثنا لدعم تسويق منتجاتهم وتعزيز حضورهم في السوق.
كما أشار المحافظ إلى تنظيم زيارة ميدانية لطلاب جامعة أسيوط وجامعة بدر إلى المعرض، بهدف تعريفهم بفرص العمل المتاحة في مجالات الحرف اليدوية وتشجيعهم على خوض تجربة ريادة الأعمال، تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتمكين الشباب ودعمهم في مجالات الإنتاج والعمل الحر.
وعبّرت مجموعة من العارضات المشاركات من محافظة أسيوط عن فخرهن برعاية الرئيس للمعرض ودعم الدولة المتواصل لقطاع الحرف اليدوية. وقالت منال سعد زغلول، إحدى رائدات حرفة التلّي في أسيوط، إن الجهاز قدّم لها دعمًا ماليًا وفنيًا مكّنها من تدريب أكثر من 500 فتاة على الحرفة، ما ساهم في إحيائها بعد أن كانت مهددة بالاندثار.
فيما أوضحت سارة حمدي عثمان، صاحبة مشروع لصناعة الحقائب القماشية، أن مشاركتها الثانية في المعرض فتحت أمامها فرصًا واسعة للتوسع في نشاطها التجاري، مؤكدة أن المشروع أصبح مصدر دخل ثابت يغنيها عن الوظائف التقليدية.
أما سناء جاهين، خريجة معهد الخطوط، فأشارت إلى أنها تعلمت حرفة الخرز بالمصادفة، واستطاعت تحويلها إلى مصدر دخل دائم بعد حصولها على تدريب في مجال ريادة الأعمال، مؤكدة أن مشاركتها في "تراثنا" ساهمت في تعريف الجمهور بمنتجاتها وزيادة مبيعاتها.
وأكد المشاركون أن معرض "تراثنا" يعكس رؤية الدولة في الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية، ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة كركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومصدر فخر لكل حرفي يسعى لإحياء تراث بلاده بأيدي مصرية خالصة.