"MCV" توقع اتفاقًا لتصدير 37 حافلة تعمل بالهيدروجين الأخضر إلى النمسا

في خطوة تعكس تقدم الصناعة المصرية في مجال النقل المستدام، أعلنت شركة MCV المتخصصة في تصنيع الحافلات والمركبات التجارية عن توقيع اتفاق لتصدير 37 حافلة تعمل بالهيدروجين الأخضر إلى النمسا، وذلك على هامش مشاركتها في المعرض الدولي للحافلات المقام في بلجيكا خلال الفترة من 4 إلى 9 أكتوبر الجاري.
وتأتي هذه الصفقة لتؤكد قدرة الصناعة المصرية على المنافسة في الأسواق الأوروبية، خاصة في ظل تنامي الطلب العالمي على وسائل النقل الصديقة للبيئة. وأوضحت الشركة أن الحافلات الجديدة تعتمد على تقنيات الهيدروجين الأخضر كوقود نظيف خالٍ من الانبعاثات، بما يتوافق مع المعايير الأوروبية الصارمة الخاصة بخفض الكربون في قطاع النقل العام.
وقال مسؤول بشركة MCV إن الاتفاق الجديد يمثل "نقطة تحول في مسيرة الشركة التصديرية"، موضحًا أن الحافلات التي سيتم تصديرها إلى النمسا تم تطويرها وفق أحدث المواصفات الفنية، مع التركيز على تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والأمان. وأضاف أن الشركة نجحت خلال السنوات الماضية في توسيع أسواقها التصديرية لتشمل أكثر من 45 دولة حول العالم، مستفيدة من الخبرات المتراكمة في تصنيع الحافلات الكهربائية والغازية والهيدروجينية.
وأشار إلى أن الصفقة تأتي في إطار رؤية الشركة لدعم التحول العالمي نحو النقل الأخضر، خاصة مع الاتجاه الأوروبي المتزايد لاعتماد حلول مستدامة للنقل العام. وتُعد النمسا من الدول الرائدة في تطبيق سياسات النقل النظيف، ومن المتوقع أن تساهم هذه الحافلات في خفض الانبعاثات وتحسين جودة الهواء في المدن النمساوية.
ويُعد هذا التعاقد إنجازًا جديدًا للصناعة الوطنية، حيث يعكس تطور القدرات المصرية في إنتاج تكنولوجيات النقل الحديثة، التي كانت حكرًا على عدد محدود من الدول الصناعية الكبرى. كما يعزز الاتفاق من مكانة مصر كمركز إقليمي لتصنيع المركبات الصديقة للبيئة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالاقتصاد الأخضر والتحول نحو الطاقة النظيفة.
ويُذكر أن شركة MCV، التي تأسست في تسعينيات القرن الماضي، تُعد من أبرز الشركات المصنعة للحافلات في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتنتج سنويًا آلاف الحافلات بمواصفات مختلفة لتلبية احتياجات النقل في الأسواق المحلية والدولية. كما تمتلك الشركة شبكة تصدير واسعة تمتد إلى أوروبا، وإفريقيا، والشرق الأوسط، وتُعد من الشركات القليلة في المنطقة التي تمتلك خطوط إنتاج متكاملة لتصنيع الحافلات الكهربائية والهيدروجينية.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الصفقة في فتح آفاق جديدة أمام الشركات المصرية العاملة في مجال الصناعات المغذية لقطاع السيارات، عبر تعزيز سلاسل التوريد المحلية وزيادة فرص العمل المرتبطة بالتكنولوجيا النظيفة. كما تمثل خطوة عملية نحو توطين صناعة المركبات الخضراء داخل مصر، بما يدعم توجه الدولة للتحول إلى مركز إقليمي لتصنيع وتصدير المركبات الكهربائية والهيدروجينية إلى الأسواق العالمية.