الذهب يلمع في زمن الغموض.. المستثمرون يفضلون الملاذ الآمن على المخاطرة بالدولار
واصلت أسعار الذهب ارتفاعها للأسبوع السابع على التوالي، لتختتم تعاملات الأسبوع الماضي بالقرب من أعلى مستوى تاريخي جديد، في ظل تصاعد المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي للإغلاق الحكومي الأمريكي الممتد، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
قمم تاريخية جديدة
سجل المعدن النفيس سلسلة من القمم القياسية المتتالية ليصل إلى مستوى 3897 دولارًا للأونصة، محافظًا على مكاسبه القوية بالرغم من المؤشرات الفنية التي تُظهر تشبع السوق بعمليات الشراء. ورغم ذلك، لا توجد حتى الآن إشارات واضحة على تصحيح سعري أو بداية موجة بيع، وفقًا لتقرير صادر عن منصة جولد بيليون المتخصصة في تحليل أسواق المعادن الثمينة.
تأجيل تقرير الوظائف الأمريكية
تأجل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي الرئيسي الذي كان مقررًا إعلانه هذا الأسبوع، نتيجة توقف عمل العديد من الوكالات الحكومية في ظل استمرار الإغلاق الحكومي بعد فشل تمرير مشروع قانون الإنفاق في مجلس الشيوخ الأمريكي. وقد ساهم هذا الغموض السياسي والاقتصادي في تعزيز الطلب على الذهب باعتباره أحد أصول الملاذ الآمن التي يقبل عليها المستثمرون في أوقات الأزمات.
أسعار الذهب في السوق المحلية
شهدت الأسواق المصرية استقرارًا نسبيًا في الأسعار عقب موجة الارتفاعات العالمية، وسجلت أعيرة الذهب اليوم السبت المستويات التالية:
عيار 24: 5977 جنيهًا للجرام
عيار 21: 5230 جنيهًا للجرام
عيار 18: 4483 جنيهًا للجرام
الجنيه الذهب: 41840 جنيهًا
وتواصل السوق المحلية التفاعل المباشر مع حركة المعدن عالميًا، في ظل الطلب المرتفع على السبائك والجنيهات الذهبية من قبل المستثمرين والأفراد الباحثين عن التحوط ضد تقلبات العملة.
توقعات خفض الفائدة الأمريكية
يرى المستثمرون أن خفض الفائدة بات أمرًا شبه محسوم، إذ تُظهر بيانات الأسواق أن هناك احتمالًا بنسبة 97% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، واحتمالًا بنسبة 85% لخفض مماثل آخر في ديسمبر المقبل.
وتُعد هذه التوقعات إيجابية بالنسبة للذهب، كونه لا يدرّ عائدًا لحائزيه، ما يجعل انخفاض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك المعدن النفيس مقارنة بالأصول المدرة للعائد.
صعود قياسي منذ بداية العام
منذ مطلع العام الجاري، ارتفع الذهب بنحو 48%، في واحدة من أقوى موجات الارتفاع التاريخية، مدعومًا بعدة عوامل هيكلية تشمل زيادة مشتريات البنوك المركزية العالمية وتزايد مستويات الديون السيادية الأمريكية وتراجع قوة الدولار الأمريكي.
توقعات مستقبلية متفائلة
توقّع بنك UBS السويسري أن يواصل الذهب مساره الصاعد ليصل إلى 4200 دولار للأونصة خلال الأشهر المقبلة، مع تراجع أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة واستمرار ضعف الدولار.
وأظهرت البيانات الأخيرة أن البنوك المركزية العالمية أضافت نحو 15 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها خلال شهر أغسطس، وهو ما يعكس استمرار الاتجاه نحو تنويع الأصول والاعتماد على الذهب كعنصر استراتيجي في إدارة الاحتياطيات النقدية.
