الخزانة الأمريكية: إصدار دولار معدني يحمل صورة ترامب احتفالًا بذكرى الاستقلال الـ250

تدرس وزارة الخزانة الأمريكية إصدار عملة معدنية تذكارية جديدة من فئة دولار واحد تحمل صورة الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك في إطار التحضيرات للاحتفال بالذكرى الـ250 لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، والمقرر إحياؤها في عام 2026، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، ونقلته وسائل إعلام محلية من بينها صحيفة واشنطن بوست، فإن المشروع يأتي ضمن مبادرة وطنية تهدف إلى تخليد رموز سياسية واقتصادية كان لها تأثير بارز في تاريخ البلاد الحديث، مشيرة إلى أن تصميم العملة الجديدة لا يزال قيد الدراسة، ولم يتم البت نهائيًا في اعتماد صورة ترامب حتى الآن.
وأوضح البيان أن الخزانة الأمريكية تعمل بالتنسيق مع دار سك العملة (U.S. Mint) على إعداد سلسلة من العملات التذكارية التي ستحمل صور شخصيات ورموز من عصور مختلفة، من بينهم رؤساء سابقون، ومؤسسون، ومصلحون اجتماعيون، إلى جانب رموز ثقافية ساهمت في تشكيل الهوية الأمريكية خلال القرون الماضية.
وأضافت الوزارة أن إصدار العملات التذكارية لا يعني بالضرورة تبني موقف سياسي تجاه أي شخصية، بل يندرج ضمن جهود الاحتفاء بالموروث الوطني وتنوعه التاريخي، لافتة إلى أن الفكرة تخضع لمراجعة لجنة استشارية مختصة تضم مؤرخين وخبراء في التاريخ الأمريكي والفنون والتصميم.
وفي المقابل، أثار طرح صورة ترامب على العملة التذكارية حالة من الانقسام داخل الأوساط السياسية الأمريكية، حيث اعتبر أنصاره أن الخطوة تمثل “اعترافًا رسميًا بإسهاماته في السياسة والاقتصاد الأمريكيين”، لا سيما فيما يتعلق بسياسات خفض الضرائب وإصلاح النظام التجاري الدولي خلال ولايته.
أما معارضو الفكرة، فقد وصفوها بأنها محاولة لإعادة تلميع صورة ترامب سياسيًا قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدين أن إدراج صور الشخصيات المعاصرة على العملات الوطنية أمر يستوجب “تحفظًا تاريخيًا” إلى أن تمر فترة زمنية كافية تسمح بتقييم إرثها بشكل موضوعي.
وفي هذا السياق، نقلت شبكة CNN عن مصادر داخل وزارة الخزانة قولها إن لجنة التصميم لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد، وأن جميع المقترحات تخضع لمداولات فنية وتاريخية دقيقة قبل رفع التوصية النهائية إلى وزير الخزانة لاعتمادها رسميًا.
ويُذكر أن الولايات المتحدة دأبت على إصدار عملات تذكارية في المناسبات الوطنية الكبرى، مثل الذكرى المئوية للاستقلال عام 1876، والذكرى الـ200 في عام 1976، حيث صدرت حينها عملات حملت صورًا لرموز مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وبنجامين فرانكلين.
ويرى محللون أن إدراج ترامب ضمن سلسلة العملات التذكارية، إن تم إقراره، قد يُفسَّر على أنه مؤشر رمزي على استمرار تأثيره في المشهد السياسي الأمريكي، خاصة في ظل الاستعدادات المبكرة للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يسعى من خلالها للعودة إلى البيت الأبيض.
وفي المقابل، حذر خبراء من أن الخطوة قد تثير موجة جديدة من الجدل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى التوحد حول الرموز المشتركة مع اقتراب الذكرى التاريخية لاستقلالها.