مصر بتبني "نهر جديد" في قلب الصحراء.. أضخم مشروع مائي وزراعي في العالم
لما نسمع كلمة "نهر" بييجي في بالنا دايمًا النيل.. شريان الحياة اللي عايش معانا من آلاف السنين .. لكن المفاجأة إن مصر دلوقتي مش بس معتمدة على النيل، لأ، بتبني نهر صناعي ضخم جدًا في قلب الصحرا الغربية، مشروع عالمي بيتقال عليه إنه "الأكبر من نوعه في التاريخ"، النهر ده مش مجرد مجرى مياه، لكنه مشروع متكامل هيغير شكل الزراعة والعمران والأمن الغذائي في مصر كلها.
من سنين طويلة، الفكرة بدأت كحلم طرحه العالم المصري الكبير فاروق الباز سنة 2018، الراجل وقتها قال: "ليه ما نعملش تفريعة جديدة من النيل توصل لحد العلمين الجديدة؟" .. والفكرة دي اتحولت دلوقتي لمشروع قومي معروف باسم الدلتا الجديدة.
الفكرة مش مجرد نقل مياه.. دي رؤية شاملة: استصلاح ملايين الأفدنة في الصحرا، إنشاء مدن جديدة متكاملة، وتحقيق اكتفاء ذاتي لمصر في محاصيل استراتيجية زي القمح والدرة، المشروع ده كمان بيوفر فرص استثمار وتنمية عمرانية زي كمبوند جريان في زايد اللي بيتبني حوالين النهر الصناعي الجديد.
بس تفتكروا إزاي المياه هتوصل؟
هقولك .. الخطة فيها أكتر من مصدر .. أول حاجة فرع رشيد، واحد من أفرع النيل الرئيسية، وده بيتسحب منه المياه وتتوزع يا إما بمواسير تحت الأرض أو قنوات مفتوحة معمولة بأحدث طرق التبطين عشان تمنع الفاقد.
تاني حاجة وأهمها: محطة الحمام، ودي مش محطة عادية.. دي أكبر محطة معالجة مياه في العالم كله! المحطة دي بتعالج ملايين الأمتار المكعبة يوميًا من مياه الصرف الزراعي والصحي وتحولها لمية صالحة للري، بالإضافة لكده في اعتماد على المياه الجوفية الموجودة في باطن الصحرا، وده يخلي المنظومة مش واقفة على مصدر واحد.
النهر الصناعي نفسه النهر ده طوله 114 كيلومتر، متقسم جزئين: حوالي 22 كم مواسير تحت الأرض، و92 كم مسار مائي مفتوح فوق الأرض .. ولحد دلوقتي اتعمل 35% من المواسير وخلصوا 65% من الجزء المفتوح، يعني المشروع بيجري بسرعة.
تخيل إنك ماشي في نص الصحرا وتشوف مجرى مائي ضخم حواليه مساحات خضرا ومدن حديثة.. ده اللي بيحصل بالفعل
والهدف الأساسي من المشروع هو زراعة 2.8 مليون فدان، مساحة هايلة تضمن لمصر الاكتفاء الذاتي من محاصيل كنا طول الوقت بنستوردها: القمح، الدرة، البقوليات وغيرها، وده معناه أمن غذائي واستقرار اقتصادي أكبر.
لكن الموضوع مش زراعة بس، المدن الجديدة هتكون متكاملة: إسكان، مدارس، مستشفيات، مساحات خضرا، كل اللي محتاجه مجتمع حديث، وبكده المشروع كمان بيحل مشكلة التكدس السكاني اللي القاهرة والمدن القديمة بتعاني منها.
وبكده اللي كان فكرة على الورق من خمس سنين، بقى دلوقتي واقع بيتبني، ومصر بتقول للعالم إنها داخلة على مرحلة جديدة من التنمية، مش بس في الزراعة، لكن في العمران والاستدامة.. يعني قريب جدًا ممكن تسمع حد بيقول: "أنا ساكن على النهر الجديد في زايد"، وقتها نفتكر إن الحلم بقى حقيقة، وحياة كاملة بدأت من مجرى صناعي في قلب الصحرا!
