مصر بتشق نهر جديد في قلب الصحراء.. الطريق إلى نهضة زراعية!

في غرب الدلتا وعلى امتداد مئات الكيلومترات، مشروع بيتوصف إنه أضخم مشروع تنموي زراعي في تاريخ مصر المعاصر.
مشروع بيتقال عليه الدلتا الجديدة، واللي في تفاصيله بتحس كأن مصر فعلا بتخلق نهر نيل جديد يمشي في الصحراء ويحوّلها أرض خضراء.
فكرة الدلتا الجديدة بدأت عشان مصر محتاجة تتوسع في الأراضي المزروعة
السكان بيزيدوا والطلب على الغذاء بيكبر والضغط على الأراضي القديمة في الدلتا والصعيد بقى عالي جدا.. عشان كده الدولة قررت تفتح جبهة جديدة غرب الدلتا في منطقة كانت صحراء بالكامل.
المساحة الكلية للمشروع بتتجاوز 2.2 مليون فدان، وده رقم يوازي تقريبا ربع الأراضي المزروعة الحالية في مصر، يعني المشروع بيضاعف قدرة مصر الزراعية بشكل ضخم.

المفتاح في القصة دي هو مشروع مستقبل مصر اللي بيعتبر قلب الدلتا الجديدة.
المشروع ده وحده على مساحة 1.5 مليون فدان، وفيه بنية تحتية عملاقة اتعملت من أول طرق وكباري لحد محطات كهرباء ضخمة ومحطات خدمة ميكانيكية.
لكن الأهم هو شبكة الري اللي اتعملت هناك، لأن الزراعة في الصحراء من غير مية تبقى مجرد فكرة، وهنا ظهر الكلام عن نهر نيل جديد.
المشروع بيعتمد على 3 مصادر للمياة، أولها المياه الجوفية في الخزان النوبي ودي تم دراستها كويس عشان الاستخدام يكون مستدام ومايأثرش على المستقبل
تاني مصدر هو إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بعد معالجتها ودي نقطة محورية لأن مصر بتبني حاليا أكبر محطة معالجة مياه في العالم وهي محطة بحر البقر اللي طاقتها 5.6 مليون متر مكعب يوميا.
وكمان محطة الحمام الجديدة اللي هتشتغل بطاقة ضخمة عشان تخدم جزء كبير من أراضي الدلتا الجديدة
ثالث مصدر هو المياه اللي بتيجي من ترع قائمة بعد تطويرها ومد خطوط أنابيب عملاقة.
كل المصادر دي اتجمعت في شبكة ري حديثة بالرش والتنقيط ودي فعلا بتدي إحساس إنك بتشوف نهر صناعي جديد بيتوزع في قلب الصحراء.
اللي بيخلي المشروع مختلف كمان إنه مش زراعة تقليدية، لكن معمول بدراسات كاملة على المحاصيل الاستراتيجية اللي مصر محتاجاها زي القمح والذرة والفول الصويا وبنجر السكر، وكمان محاصيل للتصدير زي البطاطس والموالح والعنب
والمشروع بيركز على استخدام الميكنة الزراعية الحديثة والأصناف عالية الإنتاجية، وده معناه إن الهدف مش بس زيادة الرقعة الزراعية لكن كمان رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق أمن غذائي مستدام.
الطرق اللي اتعملت للمشروع مش بس بتخدم المزارع، لكنها بترسم خريطة جديدة للمنطقة كلها، طريق محور روض الفرج الضبعة وطريق الضبعة نفسه بيخلي الوصول من القاهرة لأراضي الدلتا الجديدة ساعات قليلة.
وده بيشجع كمان الاستثمار الصناعي المرتبط بالزراعة زي مصانع التصنيع الغذائي والتعبئة والتصدير، وده معناه إن القيمة المضافة للمحاصيل هتفضل جوه مصر بدل ما تطلع خام
المشروع كمان ليه بعد استراتيجي مهم جدا، لأن الأراضي الزراعية القديمة في الدلتا بقت معرضة لتحديات زي التملح وزحف البحر وتغير المناخ.
لكن فتح أراضي جديدة في الغرب بيخلق توازن ويضمن استمرارية الإنتاج الزراعي لعقود جاية، وكمان بيخلي مصر تقدر تواجه التحديات الإقليمية اللي بتحصل حوالين المياه، وده ليه تأثير مباشر على الأمن القومي.
لما تبص على صور الأقمار الصناعية هتلاقي إن الصحراء بدأت تتحول فعلا لمساحات خضراء واسعة، وده بيأكد إن الفكرة مش مجرد مشروع على الورق لكنها واقع بيحصل بسرعة.
والمشروع بيستخدم أحدث تقنيات الزراعة الذكية والرقمية لمتابعة الري والتسميد والإنتاج، وده بيخلي التجربة كلها مختلفة عن أي توسع زراعي حصل قبل كده.
في النهاية اللي بيحصل في الدلتا الجديدة مش بس توسع زراعي لكنه إعادة رسم لخريطة مصر من جديد، مشروع بيخلق مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية جديدة وبيفتح أفق إن يبقى فيه نهر صناعي حديث جنب نهر النيل التاريخي، والنتيجة إن مصر فعلا بتكتب فصل جديد في تاريخها الزراعي.