العملات الرقمية ترتفع و"بيتكوين" تتجاوز 116 ألف دولار وسط ضبابية الإغلاق الحكومي الأمريكي
شهدت أسواق العملات الرقمية موجة صعود جماعية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بقيادة عملة "بيتكوين" التي عززت مكاسبها لتتداول فوق مستوى 116 ألف دولار، وهو مستوى تاريخي جديد، مدفوعة بزيادة الطلب من المستثمرين الأفراد والمؤسسات، خاصة مع التدفقات القياسية التي سجلتها صناديق المؤشرات الفورية الأمريكية خلال الأيام الأخيرة.
ويأتي هذا الارتفاع في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الإغلاق الحكومي الأمريكي المحتمل وما قد يترتب عليه من تباطؤ اقتصادي، الأمر الذي دفع العديد من المستثمرين إلى البحث عن بدائل استثمارية أكثر مرونة وأسرع استجابة لتقلبات الأسواق، وفي مقدمتها الأصول الرقمية.
لم تقتصر المكاسب على "بيتكوين" وحدها، إذ صعدت إيثريوم ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية لتتداول قرب مستوى 3,050 دولارات، مدعومة بتحسن معنويات السوق. كما ارتفعت سولانا لتتجاوز حاجز 185 دولارًا، فيما سجلت عملات أخرى مثل "ريبل" و"كاردانو" مكاسب طفيفة تراوحت بين 1% و2%، وهو ما يعكس شهية متزايدة للمخاطرة لدى المستثمرين.
ويرى محللون ماليون أن ارتفاع بيتكوين لمستويات تاريخية جديدة يعكس استمرار التدفقات المؤسسية نحو الأصول الرقمية، خصوصًا بعد موافقة الجهات التنظيمية الأمريكية على إطلاق صناديق الاستثمار المباشر المرتبطة بالعملة. ويعتبر هؤلاء أن دخول صناديق الاستثمار الكبرى عزز شرعية بيتكوين وساهم في زيادة عمق السوق، مع توفير أدوات أكثر سهولة للمستثمرين التقليديين للدخول إلى سوق الكريبتو.
كما أشار المحللون إلى أن التدفقات القياسية إلى هذه الصناديق تعكس تحولًا تدريجيًا في موقف المؤسسات المالية من العملات المشفرة، حيث باتت تُنظر إليها كأصل بديل يوفر تحوطًا ضد تقلبات الأسواق العالمية، ولا سيما في أوقات الأزمات الجيوسياسية أو الاضطرابات الاقتصادية مثل الوضع الراهن في الولايات المتحدة.
ورغم الأداء القوي للعملات الرقمية، فإن خبراء الأسواق حذروا من أن استمرار الارتفاعات مرهون بعدة عوامل، منها موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من أسعار الفائدة، ومدى نجاح الحكومة في التوصل إلى حل لأزمة الإغلاق. وأكدوا أن أي إشارات سلبية من جانب السياسات النقدية أو المالية قد تدفع المستثمرين إلى تقليص تعرضهم للأصول عالية المخاطر، بما فيها العملات المشفرة.
كما لفتت تقارير إلى أن السوق ما زال عرضة لتقلبات حادة نظرًا لطبيعة التداول اللامركزي وضعف الأطر التنظيمية في بعض الأسواق الناشئة، وهو ما يجعل الاستثمار المؤسسي أكثر انتقائية مع تركيزه على العملات الكبرى مثل بيتكوين وإيثريوم.
وبحسب محللين، فإن تجاوز بيتكوين لمستوى 116 ألف دولار قد يفتح المجال لمزيد من المكاسب إذا استمرت التدفقات المؤسسية بنفس الوتيرة، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي باستخدام العملات الرقمية كوسيلة للتحوط وحفظ القيمة في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي.
وأشاروا إلى أن نجاح صناديق المؤشرات الفورية الأمريكية في جذب رؤوس أموال ضخمة يعزز من احتمالات تكرار التجربة في أسواق أخرى مثل أوروبا وآسيا، مما قد يساهم في توسيع قاعدة المستثمرين ودفع العملات الرقمية نحو مستويات أعلى خلال الربع الأخير من العام الجاري.
