البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه عند إغلاق تعاملات اليوم الأربعاء
أنهت البورصة المصرية تعاملات جلسة اليوم الأربعاء على ارتفاع جماعي لمؤشراتها الرئيسية والثانوية، مدعومة بموجة من عمليات الشراء القوية من قبل المؤسسات وصناديق الاستثمار المحلية والأجنبية، إضافة إلى إقبال لافت من المستثمرين الأفراد العرب، في حين مالت تعاملات المؤسسات وصناديق الاستثمار العربية نحو البيع لجني الأرباح عقب المكاسب المسجلة خلال الجلسات السابقة.
ووفقًا للتقرير اليومي للبورصة، فقد ربح رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة نحو 4 مليارات جنيه، ليغلق عند مستوى 1.914 تريليون جنيه، مقابل 1.910 تريليون جنيه في نهاية جلسة أمس، مما يعكس حالة من التفاؤل الحذر لدى المستثمرين بشأن الاتجاهات المستقبلية للسوق.
سجل المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" ارتفاعًا بلغت نسبته 0.37% ليغلق عند مستوى 32,450 نقطة، مدعومًا بأداء الأسهم القيادية في قطاعات البنوك والاتصالات والعقارات، بينما ارتفع مؤشر "إيجي إكس 70 متساوي الأوزان" للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.42%، ليواصل بذلك دعمه لشريحة من المستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية خارج نطاق الأسهم الكبرى. كما ارتفع مؤشر "إيجي إكس 100 متساوي الأوزان" الأوسع نطاقًا بنسبة 0.40%، بما يعكس تحسنًا عامًا في معنويات السوق.
بلغت قيمة التداولات الإجمالية نحو 2.4 مليار جنيه، موزعة على ما يقرب من 675 مليون ورقة مالية، تم تنفيذها عبر أكثر من 72 ألف صفقة بيع وشراء، وهو ما يعكس استمرار الزخم داخل السوق، خصوصًا مع دخول سيولة جديدة من مستثمرين محليين وأجانب.
وقال محللون ماليون إن المكاسب التي سجلتها البورصة خلال جلسة اليوم تعكس استمرار حالة التفاؤل النسبي لدى المستثمرين، مدعومة بتوقعات إيجابية حول وتيرة الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالإضافة إلى الاستقرار النسبي في أسعار الصرف وأسواق المال الإقليمية.
وأضافوا أن السوق ما زال يستفيد من التدفقات النقدية المحلية والعربية، في وقت تتحسن فيه الرؤية المستقبلية لعدد من القطاعات الحيوية مثل البنوك والاتصالات والعقارات، وهي قطاعات تشكل الوزن النسبي الأكبر داخل المؤشر الرئيسي، ما يجعلها عاملًا مؤثرًا في تحركات السوق.
كما أشار الخبراء إلى أن الأداء المتوازن للأسهم القيادية، خاصة في القطاع المصرفي، ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين، في حين أظهرت بعض الأسهم الصغيرة والمتوسطة مرونة في مواجهة ضغوط البيع، وهو ما انعكس على صعود مؤشري "إيجي إكس 70" و"إيجي إكس 100".
ويرى محللون أن البورصة المصرية مرشحة لمواصلة أدائها الإيجابي على المدى القصير والمتوسط، مدفوعة بتحسن ثقة المستثمرين في الاقتصاد الوطني، بجانب التوقعات بزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، ولا سيما مع وجود مؤشرات على استقرار معدلات التضخم واستمرار التوجهات الحكومية لدعم مناخ الاستثمار.
في المقابل، حذر بعض المحللين من أن السوق قد يواجه موجات من جني الأرباح خلال الجلسات المقبلة، خصوصًا بعد الارتفاعات المتتالية لمؤشرات البورصة، وهو ما يعد أمرًا طبيعيًا في سياق التداولات، مؤكدين في الوقت ذاته أن الاتجاه العام للسوق ما زال صاعدًا بدعم من تدفق السيولة وتحسن معنويات المتعاملين.
وبحسب مراقبين، فإن استمرار التركيز على إصلاحات البنية التحتية، وتوسيع قاعدة الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، من شأنه أن يعزز من مكانة السوق المالية المصرية كمركز جاذب للاستثمار في المنطقة.
