الأسهم الآسيوية ترتفع بقيادة التكنولوجيا وسط ترقب اجتماعات البنوك المركزية
سجلت مؤشرات الأسهم الآسيوية ارتفاعًا جماعيًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، مدفوعة بمكاسب قوية لقطاع التكنولوجيا الذي قاد موجة انتعاش ملحوظة بعد التراجعات الحادة التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي. وجاء هذا الارتفاع وسط ترقب واسع لاجتماعات البنوك المركزية المرتقبة في أستراليا والهند، إلى جانب متابعة المستثمرين لتطورات السياسات النقدية العالمية وتوقعات أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
ففي بورصة طوكيو، صعد مؤشر نيكي 225 بنسبة ملحوظة تجاوزت 1.2% بدعم من أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى، وفي مقدمتها شركات صناعة أشباه الموصلات التي استفادت من ارتفاع الطلب العالمي على الرقائق الإلكترونية، إضافة إلى التفاؤل بشأن استمرار النمو في قطاع الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. كما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة قريبة من 1%، ليعكس حالة من التعافي في معظم القطاعات الرئيسية.
أما في بورصة هونغ كونغ، فقد قفز مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.9% تقريبًا، مدعومًا بصعود أسهم شركات الإنترنت والتجارة الإلكترونية، على خلفية تقارير إيجابية عن خطط بعض الشركات العملاقة للتوسع في أسواق جديدة. وفي الصين القارية، سجل مؤشر شنغهاي المركب مكاسب محدودة بلغت نحو 0.3% وسط تباين أداء القطاعات، حيث استمرت المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي رغم بعض المؤشرات على تحسن نشاط قطاع الصناعات التحويلية.
وفي كوريا الجنوبية، ارتفع مؤشر كوسبي بنسبة 1.1% بدعم من شركات التكنولوجيا وصناعة البطاريات، حيث سجلت أسهم كبرى الشركات المنتجة للرقائق والسيارات الكهربائية صعودًا ملحوظًا مع تزايد توقعات الانتعاش في الطلب العالمي. كما شهدت بورصة تايوان أداءً قويًا لقطاع التكنولوجيا الذي استفاد من الاتجاه المتنامي نحو الاستثمار في البنية التحتية الرقمية عالميًا.
ويرى محللون أن موجة الصعود الحالية تأتي في إطار ارتداد فني بعد عمليات بيع مكثفة الأسبوع الماضي، إضافة إلى حالة من التفاؤل النسبي بين المستثمرين مع ترقب اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع، خصوصًا بنك الاحتياطي الأسترالي والبنك المركزي الهندي. ويتوقع أن تحدد هذه الاجتماعات توجهات السياسة النقدية للفترة المقبلة، خاصة في ظل الضغوط التضخمية العالمية والتقلبات في أسواق العملات.
وأشار خبراء استراتيجيون في الأسواق المالية إلى أن المستثمرين يترقبون أيضًا أي إشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن مسار أسعار الفائدة، في ظل استمرار الجدل حول مدى الحاجة إلى مزيد من التشديد النقدي أو التوجه نحو سياسة أكثر مرونة لدعم النمو الاقتصادي.
وفي الوقت نفسه، تواصل الأسواق مراقبة التطورات الجيوسياسية وأسعار الطاقة، باعتبارها عوامل رئيسية تؤثر في اتجاهات السيولة وحركة رؤوس الأموال. ورغم المكاسب الحالية، يؤكد محللون أن حالة الحذر ما زالت تسيطر على معنويات المستثمرين، في ظل توقعات بزيادة التقلبات مع اقتراب نهاية الربع الثالث من العام.
ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن الأداء الإيجابي لأسهم التكنولوجيا يعكس ثقة متزايدة في قدرة القطاع على مواصلة النمو، خاصة مع تزايد الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، وهو ما يمنح الأسواق الآسيوية دفعة قوية رغم التحديات العالمية.
