الإثنين 29 سبتمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

عبور جديد لقناة السويس.. خطة مصرية لزيادة الإيرادات وتحول القناة لمركز إقليمي للسياحة واللوجستيات

الإثنين 29/سبتمبر/2025 - 02:10 م
قناة السويس
قناة السويس

في ظل التحديات الإقليمية المتسارعة، خاصة التوترات في البحر الأحمر، تبرز قناة السويس كرمز للصمود الاقتصادي المصري، ومع تراجع الإيرادات التجارية بنسبة تصل إلى 62.3% في النصف الأول من العام المالي 2024/2025، تسعى هيئة قناة السويس (SCA) إلى تعويض الخسائر من خلال تنويع مصادر الدخل، مع التركيز البارز على السياحة البحرية.

ووفقًا لأحدث البيانات الرسمية، حققت القناة إيرادات من عبور السفن السياحية بلغت 15.8 مليون دولار بين 2021 و2024، وتتوقع زيادة هذا الرقم مع عبور سفن عملاقة مثل "أرويا" في سبتمبر 2025.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض الواقع الحالي، الخسائر، والاستراتيجيات الجديدة لتحويل القناة إلى مركز إقليمي للسياحة البحرية.

خسائر قناة السويس في 2025

وشهدت قناة السويس تراجعًا حادًا في إيراداتها خلال العام المالي 2024/2025، مدفوعًا بتصعيد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في مارس 2025 أن الخسائر الشهرية بلغت حوالي 800 مليون دولار، بسبب إعادة توجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح.

ووفقًا لتقرير البنك المركزي المصري في مايو 2025، انخفضت إيرادات رسوم المرور بنسبة 62.3% إلى 1.8 مليار دولار في النصف الأول من العام، مقارنة بـ4.8 مليار دولار في الفترة المماثلة السابقة.

كما كشف وزير المالية أحمد كجوك في أغسطس 2025 عن خسائر إجمالية بلغت 145 مليار جنيه مصري (حوالي 3 مليار دولار) بسبب انخفاض حركة الملاحة.

ووصف رئيس الهيئة أسامة ربيع هذه الأزمة بأنها "أصعب من جائحة كورونا"، حيث تراجعت الإيرادات السنوية إلى 4 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ10.3 مليار دولار في 2023، وهذه الخسائر، التي تمثل 50-60% من الدخل المتوقع، أثرت على الاقتصاد المصري بشكل عام، لكنها دفعت الهيئة إلى استراتيجيات تعويضية فورية، بما في ذلك زيادة الإيرادات الضريبية بنسبة 35% إلى 2.2 تريليون جنيه دون فرض ضرائب جديدة.

قناة السويس

استراتيجيات التعويض من التنويع إلى الخدمات اللوجستية

وأمام هذا التحدي، أطلقت هيئة قناة السويس استراتيجية طموحة لتحويل القناة إلى "منصة إقليمية للخدمات اللوجستية"، كما أعلن ربيع في نوفمبر 2024، حيث تشمل هذه الاستراتيجية تنويع مصادر الدخل عبر تقديم خدمات بحرية متقدمة، مثل إصلاح السفن ومكافحة التلوث، مع إضافة ثلاث وحدات بحرية جديدة من طراز "128 Multi Cleaner" في 2025.

كما حققت المنطقة الاقتصادية للقناة إيرادات 8.6 مليار جنيه في الأشهر التسعة الأولى من 2024/2025، بزيادة 40%، من خلال 130 مشروعًا صناعيًا.

وبالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن يساهم مشروع ازدواج القناة في البحيرات المرة الصغرى، الذي بدأ تشغليه في الربع الأول من 2025، في زيادة القدرة الاستيعابية بنسبة 20%.

وهذه الجهود ليست تعويضًا مؤقتًا فحسب، بل خطة طويلة الأمد لجعل القناة "خضراء" بحلول 2030، باستخدام الوقود الحيوي ومحطات الطاقة النظيفة، مما يعزز جاذبيتها للشركات العالمية.

زيادة الطلب على السياحة البحرية

ومع تراجع التجارة التقليدية، أصبحت السياحة البحرية النجم الصاعد، حيث تتوقع التقارير العالمية أن يصل عدد السياح عبر السفن إلى 38 مليون بنهاية 2025، و40 مليون في 2026، مما يفتح أبوابًا للقناة.

وأعلنت SCA عن تخفيضات بنسبة 50% في رسوم عبور السفن السياحية إذا توقفت في موانئ مصرية لـ48 ساعة على الأقل، مما جذب 69 سفينة بين 2021 و2024، حاملة 38 ألف سائح.

وفي سبتمبر 2025، عبرت سفينة "أرويا" التابعة لشركة أرويا السعودية القناة للمرة الثالثة، حاملة 2300 سائح، متجهة إلى شرم الشيخ ثم جدة، وهذا العبور، الذي وصفه ربيع بـ"دليل على الثقة في قدرات القناة"، يعكس تعاونًا مع السعودية لتطوير سياحة اليخوت.

كما أصدرت SCA منشورًا ملاحيًا في أكتوبر 2024 لتعزيز سياحة اليخوت في البحر الأحمر، مع تطوير مارينا الإسماعيلية لاستيعاب أكثر من 100 يخت.

توسع قناة السويس في استقبال السفن السياحي

وفي إطار استراتيجيتها، توسعت SCA في 2025 لاستقبال سفن أكبر، مع خطط لـ6 عبورات لشركة سيلفرسيا في 2024/2025، بما في ذلك زيارات للسعودية.

كما أطلقت خدمات لوجستية جديدة تتوافق مع معايير IMO، بما في ذلك صيانة السفن في ترسانات بورسعيد والسويس، حيث يتوقع أن يصل عدد السفن السياحية إلى 100 بحلول نهاية 2025، مع إيرادات إضافية تصل إلى 20 مليون دولار.

وبالتعاون مع السعودية، أجرت جولات بحرية في القناة الجديدة وتفقدًا لمتحف القناة، مما يعزز الشراكات الإقليمية، كما أكد الخبير السياحي محمد كارم أن "القناة يمكن أن تصبح مركزًا إقليميًا للسياحة البحرية"، مع دمج الرحلات الثقافية والبيئية.

ويمثل توسع السياحة البحرية خطوة حاسمة لتعويض الخسائر، مع الحفاظ على دور القناة كشريان حيوي للتجارة العالمية، كما قال ربيع: "القناة قادرة على مواجهة العواصف"، و2025 شهدت على ذلك.