واشنطن تكشف عن خطة لتقليل اعتمادها على أشباه الموصلات الأجنبية وتحفيز التصنيع المحلي
أعلنت الإدارة الأمريكية، اليوم الجمعة، أنها تدرس خطة استراتيجية تهدف إلى تقليص الاعتماد على أشباه الموصلات المصنعة في الخارج بشكل كبير، مع التركيز على تعزيز التصنيع المحلي وإعادة تشكيل سلاسل التوريد لتكون أكثر مرونة وأمانًا.
ووفقًا للمصادر الرسمية، تسعى واشنطن من خلال هذه الخطة إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على الإمدادات الخارجية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية والتحديات التي تواجه التجارة الدولية، بما يضمن استمرار إنتاج الإلكترونيات والأجهزة المتقدمة دون انقطاع.
وأوضح المسؤولون أن الخطة تشمل تقديم حوافز للشركات المصنعة لأشباه الموصلات داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك الدعم المالي والاستثماري لتوسيع المصانع القائمة وإنشاء وحدات إنتاج جديدة، إلى جانب تعزيز البحث والتطوير في مجال أشباه الموصلات والتقنيات المرتبطة بها.
كما تهدف الخطة الأمريكية إلى تطوير سلسلة توريد متكاملة على الصعيد المحلي، تشمل المواد الخام والمكونات الأساسية، وتقليل الاعتماد على الواردات من الخارج، مع التركيز على القطاعات الحيوية مثل السيارات الكهربائية، والذكاء الاصطناعي، والهواتف الذكية، والحواسيب، والقطاعات العسكرية.
ويأتي هذا التحرك في إطار جهود واشنطن لتعزيز الأمن التكنولوجي الوطني وضمان قدرة الاقتصاد الأمريكي على مواجهة الأزمات المستقبلية دون التعرض لتقلبات الأسواق العالمية أو أزمات التوريد الدولية.
وأكدت الإدارة الأمريكية أن هذه المبادرة ليست فقط خطوة اقتصادية، بل جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز الابتكار التكنولوجي وتحفيز الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل متخصصة في مجال الصناعات الدقيقة والتكنولوجية، وتعزيز مكانة الولايات المتحدة كمركز عالمي للإبداع والتصنيع المتقدم.
وتتضمن الخطة أيضًا العمل عن كثب مع الجامعات ومراكز البحث العلمي لتطوير الكفاءات البشرية المتخصصة في تصنيع أشباه الموصلات والتقنيات المرتبطة بها، وضمان نقل التكنولوجيا الحديثة إلى القطاع الصناعي المحلي.
من المتوقع أن تشمل الإجراءات القادمة الإعلان عن برامج دعم للشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع أشباه الموصلات، بالإضافة إلى تسريع إصدار تراخيص التصنيع وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، بما يسهم في بناء منظومة إنتاجية مستدامة وتقليل مخاطر الاعتماد على الموردين الأجانب.
