تراجع عملة بيتكوين إلى 111 ألفًا و786 دولارًا قبيل صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة

سجلت عملة بيتكوين الرقمية المشفرة تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، حيث انخفضت قيمتها إلى نحو 111,786 دولارًا، بعد موجة صعود قصيرة أمس. ويأتي هذا الانخفاض في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية أمريكية رئيسية من شأنها أن تعطي مؤشرات أوضح حول مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
ذكرت شبكة "إنفستنج" المتخصصة في التحليلات الاقتصادية أن حركة بيتكوين الأخيرة تعكس حالة الترقب والحذر السائدة في أسواق الأصول عالية المخاطر، مع انتظار الأسواق لبيانات تتعلق بالنمو الاقتصادي والتضخم في الولايات المتحدة. وأوضحت الشبكة أن هذه البيانات ستؤثر بشكل مباشر على قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وبالتالي على شهية المستثمرين تجاه العملات المشفرة.
أصبح سوق العملات الرقمية أكثر ارتباطًا بالسياسات النقدية العالمية، إذ يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى تقليل الإقبال على الأصول عالية المخاطر مثل بيتكوين، بينما تدعم السياسات التيسيرية ارتفاع أسعارها. وتشير التوقعات إلى أن أي إشارات من الفيدرالي حول تباطؤ التضخم أو تثبيت أسعار الفائدة قد تعطي دفعة إيجابية جديدة لبيتكوين، بينما قد تؤدي مؤشرات التضخم المرتفعة إلى استمرار الضغوط البيعية.
على الرغم من التراجع الحالي، فإن بيتكوين ما زالت تحافظ على جزء كبير من مكاسبها المحققة منذ بداية العام، إذ ارتفعت بأكثر من 80% منذ يناير 2025 بدعم من تدفقات استثمارية مؤسسية متزايدة، خاصة بعد إقرار عدد من الصناديق الاستثمارية المتداولة (ETFs) المعتمدة على العملات المشفرة في الولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، لا يزال التذبذب الحاد سمة أساسية في تحركاتها اليومية، ما يجعلها عرضة لتقلبات سريعة مع أي أخبار أو بيانات اقتصادية.
التراجع الأخير لم يقتصر تأثيره على بيتكوين وحدها، بل شمل أيضًا معظم العملات الرقمية الكبرى مثل "إيثريوم" و"سولانا" و"ريبل"، التي سجلت جميعها خسائر متفاوتة. ويرى خبراء أن هذا يعكس مزاجًا عامًا من الحذر لدى المستثمرين العالميين، الذين يفضلون الانتظار حتى تتضح معالم توجهات السياسة النقدية الأمريكية قبل ضخ سيولة إضافية في الأصول عالية المخاطر.
يتوقع محللون أن تظل بيتكوين محصورة في نطاق تداول ضيق خلال الأيام المقبلة، ما بين 110 آلاف و115 ألف دولار، حتى صدور البيانات المنتظرة التي قد تحرك الأسواق بشكل أقوى. وأشاروا إلى أن أي إشارة على تحسن النمو الاقتصادي الأمريكي أو تباطؤ التضخم قد تعزز من جاذبية الأصول الرقمية، بينما قد تدفع البيانات السلبية نحو المزيد من التراجعات.
يبقى المشهد في سوق العملات المشفرة رهينًا بتطورات الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية للفيدرالي، ما يجعل المستثمرين أكثر حذرًا في قراراتهم. ورغم التراجع الحالي، فإن النظرة الطويلة الأجل تجاه بيتكوين ما زالت إيجابية لدى كثير من المؤسسات المالية، باعتبارها أداة استثمارية بديلة ووسيلة تحوط ضد التضخم على المدى البعيد.