النفط يتراجع من أعلى مستوى في 7 أسابيع مع تجدد مخاوف العرض والطلب
انخفضت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، اليوم الخميس، متراجعة من أعلى مستوياتها في سبعة أسابيع والتي سجلتها في الجلسة السابقة، وسط عمليات جني أرباح من قبل المستثمرين وتجدد المخاوف المرتبطة بتوازن العرض والطلب العالمي.
وتراجعت عقود خام «برنت» الآجلة بنسبة 0.4% أو 26 سنتاً لتسجل 69.05 دولار للبرميل بحلول الساعة 03:50 بتوقيت غرينتش، في حين انخفضت عقود الخام الأمريكي «غرب تكساس الوسيط» بنسبة مماثلة بواقع 27 سنتاً لتصل إلى 64.72 دولار للبرميل.
وكان الخامان القياسيان قد سجلا يوم الأربعاء مكاسب قوية بلغت 2.5% لكل منهما، ليصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ الأول من أغسطس الماضي، بدعم من هبوط مفاجئ في المخزونات الأمريكية الأسبوعية، إلى جانب القلق من أن تؤدي الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية إلى تعطيل الإمدادات.
سقف سعري وضغط موسمي
وقالت «بريانكا ساشديفا»، كبيرة محللي السوق في شركة «فيليب نوفا»، إن أسعار النفط تبدو في مواجهة «سقف سعري»، في ظل ضعف الطلب الموسمي وزيادة إمدادات تحالف «أوبك+» خلال الربع الرابع من العام. وأشارت إلى أن المكاسب الأخيرة بدت مدفوعة أكثر بالعوامل المعنوية وتوقعات السوق، وليس بأساسيات العرض والطلب.
وأضافت أن عمليات جني الأرباح ظهرت بوضوح في تداولات اليوم، خاصة بعد إعلان استئناف إمدادات كردستان العراق، ما أعاد إشعال مخاوف من فائض في المعروض النفطي، وبالتالي دفع الأسعار إلى التراجع من مستوياتها المرتفعة الأخيرة.
استئناف إمدادات كردستان العراق
وكان من المتوقع أن تستأنف تدفقات النفط من إقليم كردستان العراق خلال أيام قليلة، عقب اتفاق تم التوصل إليه الأربعاء بين ثماني شركات نفطية والحكومتين الاتحادية والكردية، لاستئناف الصادرات بعد توقف دام أشهراً. ويُنظر إلى هذه العودة كعامل إضافي يزيد من ضغوط العرض في الأسواق العالمية.
المخاوف الروسية والطلب العالمي
ورغم استمرار المخاوف بشأن الإمدادات الروسية، اعتبرت مؤسسة «هايتونغ سيكيوريتيز» في تقرير أن أحد العوامل الرئيسية وراء صمود أسعار النفط مؤخراً يتمثل في غياب ضغوط هبوطية كبيرة من أساسيات السوق. ومع ذلك، يبقى انتهاء موسم ذروة الطلب تدريجياً عاملاً يحد من أي ارتفاعات إضافية.
في السياق ذاته، أشار تقرير صادر عن «جي.بي. مورغان» إلى وجود مؤشرات على تراجع في الطلب، حيث أظهرت بيانات حركة المسافرين جواً في الولايات المتحدة خلال سبتمبر زيادة طفيفة بلغت 0.2% على أساس سنوي، مقارنة بنمو نسبته 1% في الشهرين السابقين. كما أظهر التقرير أن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة بدأ في التراجع، ما يعكس اتجاهاً أوسع لتباطؤ السفر والنشاط الاستهلاكي.
رؤية السوق
ويجمع محللون على أن أسعار النفط ستظل خاضعة لتقلبات حادة خلال الأسابيع المقبلة، بفعل تداخل عدة عوامل، من بينها مسار الإمدادات الروسية، ومستويات إنتاج «أوبك+»، وتطورات الاقتصاد العالمي. في المقابل، فإن استمرار المخاطر الجيوسياسية وتراجع المخزونات الأمريكية قد يشكلان عوامل دعم تمنع الأسعار من الانزلاق الحاد.
ومع دخول الربع الأخير من العام، يبقى التحدي الأساسي أمام السوق هو الموازنة بين ضعف الطلب الموسمي وزيادة العرض المحتملة، في وقت لا تزال فيه التوترات الجيوسياسية تلعب دوراً محورياً في رسم اتجاهات أسعار الخام.
