200 مليون قدم مكعب و49 كشفا جديدا.. كيف نجحت مصر في زيادة إنتاج الغاز والبترول خلال شهرين فقط؟

استطاعت مصر أن تعيد رسم ملامح مشهدها البترولي خلال الأشهر الأخيرة، بعد فترة من التراجع الطبيعي في معدلات الإنتاج، فمنذ منتصف أغسطس الماضي، عاد منحنى إنتاج البترول والغاز إلى الصعود مجددا، ليؤكد أن الاستراتيجية التي تبنتها الدولة لم تكن مجرد حلول وقتية، بل رؤية متكاملة تستهدف الاستدامة، وتعزيز القدرات الإنتاجية، وترسيخ حضور القاهرة كمركز إقليمي للطاقة.
مصر تسيطر على تناقص الغاز وإضافة كميات جديدة
في مواجهة التحدي الأكبر المتمثل في التناقص الطبيعي للآبار، تمكنت مصر من إحكام السيطرة على هذا العامل عبر خطط دقيقة ودعم استثماري مباشر.
ونجحت بالفعل في إضافة نحو 200 مليون قدم مكعبة من الغاز خلال شهري يوليو وأغسطس، وهو ما يعادل شحنتين شهريا من الغاز المسال، لتبرهن على أن قطاع الطاقة المصري قادر على تحويل التحديات إلى فرص تصديرية واعدة.

11 اتفاقية جديدة و12 عقدا لمشروعات التنمية والإنتاج
لم يكن الصعود في إنتاج الغاز الطبيعي في مصر وليد المصادفة، بل ارتبط بتوقيع 11 اتفاقية جديدة للبحث عن البترول والغاز وإنتاجهما خلال العام المالي الماضي، إلى جانب 12 عقدا لمشروعات التنمية والإنتاج.
هذه الاتفاقيات مثلت حجر الزاوية لتوسيع الرقعة الاستكشافية للغاز الطبيعي في مصر، وضمان استمرارية الاكتشافات المستقبلية، بما يعكس نجاح الدولة في خلق بيئة استثمارية جاذبة لشركاء الطاقة العالميين.
49 كشفا جديدا للبترول والغاز في مصر
تراكمت ثمار هذه السياسات سريعا، إذ تمكنت مصر من تحقيق 49 كشفا جديدا للبترول والغاز، فضلا عن تنفيذ خطة لحفر 71 بئرا استكشافيا، ويعود جانب كبير من هذا النجاح إلى التزام الدولة بسداد مستحقات الشركاء الأجانب، وتقديم حوافز إنتاجية مرنة، وهو ما أعاد الثقة للمستثمرين وشجع الشركات على التوسع في أعمالها داخل مصر.

دور الشركات العالمية: اكتشافات تتواصل
لم يكن الحضور الدولي بعيدا عن هذه الطفرة، فشركة إيني الإيطالية استأنفت أعمال الحفر في حقل "ظهر" العملاق، وأحرزت اكتشافات جديدة في حقول "عجيبة"، بينما عززت شركة بي بي البريطانية إنتاج الغاز من حقل "ريفين" ووسعت نشاطها بالبحر المتوسط.
وفي المقابل، بدأت شل الإنتاج من 6 حقول في غرب الدلتا، ورفعت أباتشي الأمريكية إنتاجها من الغاز بعد الاستفادة من الحوافز الجديدة، لتشكل هذه الشركات معا ركيزة أساسية في مسار مصر الصاعد.
فتح أبوابا أوسع أمام صادرات الغاز المسال

لا تكمن أهمية هذه الإنجازات في الأرقام وحدها، وإنما في قدرتها على تثبيت موقع مصر كمحور إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، فبينما تلبي القاهرة احتياجات السوق المحلي من البترول والغاز، فإنها تفتح في الوقت ذاته أبوابا أوسع أمام صادرات الغاز المسال، بما يعزز دورها في تأمين إمدادات الطاقة للأسواق الأوروبية والآسيوية، في ظل التحولات العالمية المتسارعة في قطاع الطاقة.