إنتاج المياه من الهواء.. مصر بتصنع المستحيل مع اليابان

تخيل معايا لو السما مش بس مصدر للهواء. لكن كمان تبقى الخزان الجديد للمياه.
فكرة يمكن ناس تشوفها خيال علمي.. لكن النهارده بقت واقع بيحصل في مصر، طب إيه اللي بيحصل؟.. وإزاي نقدر ننتج ميه من الهواء؟.. وده هيساعدنا في إيه؟
وزارة الإنتاج الحربي وقعت مذكرة تفاهم بين الهيئة القومية للإنتاج الحربي وشركة "ميزوها" اليابانية، علشان يتعاونوا مع بعض في تصميم وتصنيع محطات توليد المياه من الهواء. المحطة الواحدة هتقدر تنتج ٥٠٠ لتر مياه صالحة للشرب يوميًا، يعني تكفي مئات المواطنين بشكل يومي.
الفكرة بدأت قبل كده بجهاز صغير بينتج حوالي ١٦ لتر في اليوم، وبعد نجاح التجربة الأولى، مصر قررت تروح للخطوة الأكبر بالتعاون مع اليابان، علشان تنتج محطات بقدرة أعلى.
اللي هيحصل دلوقتي إن "ميزوها" هتنفذ النموذج الأول للمحطة، وهيتم اختبارها وتقييمها في مصر، وبعد كده يبدأ التصنيع الكمي جوه المصانع التابعة للإنتاج الحربي.
وهنا في نقطة مهمة جدًا:
المياه اللي هتنتجها المحطات دي مش هتنزل السوق على طول، لكن هتتعملها فحوصات دقيقة للتأكد إنها مطابقة للمواصفات القياسية المصرية لمياه الشرب.

وزير الإنتاج الحربي، محمد صلاح الدين، قال إن المشروع مش بس للتجربة، لكن الهدف كمان إننا نعمل تصنيع كمي، يعني ننتج عدد كبير من المحطات دي، مش لمصر بس، لكن كمان للتسويق في الدول الأفريقية والدول المجاورة. وده معناه إن مصر مش بس بتحل جزء من أزمة العجز المائي عندها، لكن كمان بتفتح لنفسها باب تصدير منتج جديد ومبتكر.
لو جينا نبص عالميًا.. التقنية دي، اللي اسمها "توليد المياه من الهواء"، بدأت تاخد اهتمام كبير في دول عندها نفس مشاكل المياه اللي بتواجهها مصر.
الإمارات والسعودية جربوها في المناطق الصحراوية، والهند وأفريقيا استخدموها في القرى اللي مفيهاش شبكات مياه.
تقارير دولية بتقول إن التكنولوجيا دي ممكن تكون حل عملي لمواجهة ندرة المياه بسبب التغير المناخي.
طيب مصر ليه مهتمة بيها دلوقتي؟
السبب واضح: مصر بتواجه تحدي مائي كبير جدًا. إحنا معتمدين بنسبة أكتر من ٩٥% على نهر النيل، ومع زيادة السكان واستهلاك المياه، أي تكنولوجيا جديدة لإنتاج مياه صالحة للشرب هتفرق جدًا. المشروع ده كمان هيخلق فرص عمل جديدة، وهيفتح الباب لنقل تكنولوجيا يابانية متقدمة للسوق المصري.
لأول مرة، السما مش هتنزل مطر وبس.. لكن هتتحول لخزان مياه بيغذي مصر، واللي كان حلم من كام سنة، النهارده بقى مشروع بيتنفذ رسمي.
والسؤال اللي يفضل مطروح: هل ممكن فعلاً التكنولوجيا دي تبقى جزء من حل أزمة العجز المائي في مصر خلال السنين اللي جاية؟