سبيريت إيرلاينز تقلص رحلاتها 25% وتلوّح بتسريح موظفين

أعلنت شركة سبيريت إيرلاينز الأمريكية منخفضة التكلفة عن نيتها تقليص قدرتها التشغيلية بنسبة 25% على أساس سنوي خلال نوفمبر 2025، في خطوة تعكس عمق الأزمة المالية التي تواجهها الشركة، بحسب مذكرة داخلية اطلعت عليها وكالة رويترز.
وأكد الرئيس التنفيذي ديف ديفيس في المذكرة أن الهدف من هذه الخطوة هو «إعادة هيكلة الشبكة والتركيز على أقوى الأسواق»، مشيراً إلى أن التقييمات الجارية ستؤثر على حجم فرق العمل، دون تحديد عدد الوظائف المهددة بالاستغناء عنها حتى الآن.
إعادة الهيكلة والضغوط المالية
تشير المذكرة إلى أن سبيريت تخطط لتقليص حجم أسطولها الجوي، وستعقد اجتماعات مع قادة النقابات خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة التغييرات المحتملة. وجاءت هذه التطورات بعد أن تقدمت سبيريت بطلب حماية من الإفلاس الشهر الماضي، للمرة الثانية خلال عام واحد، عقب فشل خطة إعادة الهيكلة السابقة في تحسين أوضاعها المالية.
ويعكس هذا الوضع حجم الضغوط المتزايدة على شركات الطيران منخفضة التكلفة، خصوصًا في ظل المنافسة المحتدمة مع شركات كبرى تسعى إلى استقطاب المسافرين المميزين عبر تقديم خدمات ذات قيمة أعلى، مثل المقاعد المريحة والخدمات الإضافية الموجهة للمسافرين الراغبين في تجربة سفر محسنة.
مستقبل الرحلات منخفضة التكلفة
تثير هذه الخطوة مخاوف من اختفاء الرحلات منخفضة التكلفة في الولايات المتحدة، خاصة أن سبيريت إيرلاينز كانت تُعد واحدة من أبرز شركات الطيران الاقتصادي التي تعتمد على الأسعار التنافسية لجذب شرائح واسعة من المسافرين. ويأتي ذلك بالتزامن مع استبعاد شركة يونايتد إيرلاينز تقديم أي عروض للاستحواذ على أصول سبيريت المحتملة في إطار عملية إعادة الهيكلة المرتقبة، ما يفتح تساؤلات حول مستقبل السفر الاقتصادي في السوق الأمريكية.
وتأسست سبيريت إيرلاينز كواحدة من أبرز شركات الطيران منخفضة التكلفة في الولايات المتحدة، لكنها واجهت خلال السنوات الأخيرة ضغوطاً حادة نتيجة ارتفاع التكاليف التشغيلية وصعوبة منافسة شركات الطيران الكبرى في جذب المسافرين الباحثين عن خدمات أوسع، بما في ذلك الرحلات الطويلة والخدمات المميزة على متن الطائرة.
ووفقاً لمحللين، فإن تقليص الرحلات بنسبة 25% سيؤدي إلى تقليص القدرة الاستيعابية للشركة بشكل ملحوظ، مما قد يرفع أسعار التذاكر في السوق الأمريكية، ويؤثر على خيارات المسافرين ذوي الميزانيات المحدودة. وتبقى متابعة خطوات إعادة الهيكلة أمرًا بالغ الأهمية لمعرفة مدى نجاح سبيريت في تجاوز أزمتها المالية، وخصوصًا تأثيرها على موظفي الشركة والبنية التشغيلية للشبكة الجوية.