صفقة من العيار التقيل.. ملياردير مصري حاطط عينه على دهب السودان

يا ترى إيه اللي يخلي مستثمر بحجم محمد الجارحي يدخل السباق على دهب السودان.. هل هو طمع ولا رؤية بعيدة؟.. وهل فعلاً في اتفاق حصل مع الحكومة السودانية ولا المفاوضات لسه شغالة ؟.. ولو الصفقة مشيت.. مين الكسبان الحقيقي؟
خلينا نفك الحكاية واحدة واحدة..رجل الأعمال المصري محمد الجارحي دخل السباق عن طريق شركته "ديب ميتالز" واللي هو مساهم فيها بنسبة 47 ونص في المية.. الشركة دي قدمت طلب رسمي للحكومة السودانية علشان تاخد حق استغلال واحد من أهم مناجم الذهب هناك.. منجم اسمه "أركيديا".
الموضوع مش بس منجم وخلاص.. الخطة كمان فيها بناء مصنع لمعالجة المخلفات.. وكمان مصفاة ذهب حديثة.. باستثمارات تقيلة جدًا توصل لـ 277.3 مليون دولار.. أيوة.. ربع مليار دولار على الدهب السوداني.
وهنا يجي السؤال الكبير.. إيه اللي يخلي ملياردير مصري يدخل بالتقل ده في سوق محفوف بالمخاطر؟
بص.. السودان واحدة من أكبر مناطق الدهب في إفريقيا.. سنة 2024 لوحدها أنتجت 65 طن دهب.. الرقم ده ضعف تقريبًا إنتاج 2022 اللي كان 34.5 طن.. يعني قطاع الدهب هناك مش بيكبر.. ده بيجري.. وده في عز الحرب الداخلية والصعوبات الأمنية.. يعني رغم كل الظروف السوق شغال.. وأسعار الذهب عالميًا مولعة.. وده اللي بيخلي أي مستثمر يشوف في السودان "كنز" حقيقي.

بس هنا يدخل عنصر المخاطرة.. سياسيًا وإداريًا.. المسؤولين في السودان بنفسهم قالوا إن مفيش أي اتفاق موقع لحد دلوقتي.. وإن كل اللي حاصل مجرد طلبات للاستثمار لسه قيد الدراسة.. ودي نقطة حساسة جدًا.. لأنك ممكن تحط فلوسك وتبني خططك.. وفجأة الظروف السياسية تتغير أو القوانين تتقلب عليك.. وتلاقى الصفقة راحت على الفاضي.
والقطاع ده تحديدًا.. يعني الذهب السوداني.. طول عمره ساحة صراع داخلي وخارجي.. الكل عايز يسيطر عليه.. لأنه مورد استراتيجي بيوفر عملة صعبة وبيأثر في موازين قوى اقتصادية.
خطوة زي دي في السودان تعتبر من أكبر التحركات المصرية في مجال التعدين الإفريقي من فترة طويلة.. وده بيفتح بابين.. باب بيقول إن دي فرصة مصرية لتوسيع النفوذ الاقتصادي في قلب إفريقيا.. وباب تاني بيقول إن الموضوع محفوف بمخاطر ضخمة لو مفيش ضمانات سياسية وقانونية.