الصين تطلق خطة عمل لدعم قطاع معدات الطاقة الكهربائية والتحول الأخضر والذكي
أعلنت الحكومة الصينية، اليوم الجمعة، عن إطلاق خطة عمل تمتد لعامين (2025-2026) تستهدف تسريع النمو النوعي في صناعة معدات الطاقة الكهربائية، في خطوة تعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها بكين لقطاع الطاقة باعتباره أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الوطني والتحول نحو التنمية المستدامة.
ووفقًا للوثيقة الرسمية الصادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، تهدف الخطة إلى تعزيز قدرات الابتكار الصناعي، ودفع عجلة التحول الأخضر والذكي في قطاع معدات الطاقة الكهربائية، بما يتماشى مع التوجهات الوطنية لتحقيق الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات بحلول عام 2060.
تحدد الخطة عددًا من الأهداف التنموية للفترة من 2025 وحتى 2026، من بينها:
- رفع متوسط معدل النمو في صناعة معدات الطاقة الكهربائية بما يعزز من تنافسية المنتجات الصينية في الأسواق العالمية.
- تطوير تقنيات الجيل الجديد من المعدات الكهربائية بما يشمل الشبكات الذكية (Smart Grids)، والعدادات الرقمية، ومحولات الجهد العالي ذات الكفاءة الطاقوية العالية.
- تحسين هيكل الإنتاج الصناعي عبر دمج الرقمنة والتقنيات الذكية في خطوط التصنيع، بما يسهم في زيادة الكفاءة وخفض التكاليف.
- دعم الابتكار في مجال تخزين الطاقة، وتوسيع تطبيقات البطاريات المتقدمة والحلول المرتبطة بالطاقة المتجددة.
تشدد الخطة على أهمية الالتزام بالتحول الأخضر، وذلك من خلال تشجيع المصانع على استخدام مواد صديقة للبيئة واعتماد معايير إنتاج أكثر استدامة. كما سيتم التركيز على تطوير معدات قادرة على دعم مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وربطها بشبكات كهرباء ذكية مرنة وآمنة.
وتسعى الصين عبر هذه الخطة إلى تعزيز مكانتها العالمية كمورد رئيسي لمعدات الطاقة، إذ تستهدف زيادة حصة الصادرات الصينية من المحولات والكابلات وأنظمة التحكم الذكية في الأسواق الآسيوية والأفريقية والأوروبية. وتضع الحكومة في أولوياتها فتح أسواق جديدة من خلال شراكات استراتيجية مع دول مبادرة الحزام والطريق.
كما تتضمن الخطة إجراءات لدعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي من خلال زيادة التمويل المخصص لمراكز الابتكار، وتحفيز التعاون بين الشركات والجامعات والمعاهد البحثية. وسيتم التركيز على تطوير تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي في إدارة الطاقة، وإنترنت الأشياء الصناعي (IIoT) لرفع كفاءة التشغيل في الشبكات الكهربائية.
ويرى محللون اقتصاديون أن هذه الخطوة تأتي في توقيت حرج، إذ تواجه الصين تحديات متزايدة في تلبية الطلب المحلي المتنامي على الكهرباء بالتوازي مع التزاماتها الدولية بخفض الانبعاثات. ومن المتوقع أن تسهم الخطة في تحسين استقرار الإمدادات الكهربائية داخل البلاد، إضافة إلى دعم الصناعات المرتبطة مثل صناعة السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة.
وأكدت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن تنفيذ هذه الخطة يتطلب تكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص، من خلال وضع حوافز ضريبية وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، بما يعزز القدرة التنافسية العالمية للصناعة الصينية في هذا المجال.
