الجمعة 12 سبتمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

أسعار النفط تواصل خسائرها بسبب فائض المعروض ومخاوف تراجع الطلب الأمريكي

الجمعة 12/سبتمبر/2025 - 09:36 ص
أسعار النفط
أسعار النفط

واصلت أسعار النفط العالمية تراجعها، اليوم الجمعة، لتسجل خسائر جديدة بعد الهبوط الكبير في الجلسة السابقة، وسط ضغوط متزايدة من مخاوف تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة والفائض الكبير في المعروض، وهو ما غطى على القلق من الاضطرابات الجيوسياسية التي تهدد جانب الإمدادات.

فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة 1.1% إلى نحو 76.4 دولار للبرميل عند الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) الأمريكي بنسبة 1.3% مسجلاً 72.8 دولار للبرميل. ويأتي هذا الانخفاض استكمالاً لخسائر تجاوزت 2% في جلسة الخميس، لتسجل الأسعار بذلك أسوأ أداء أسبوعي منذ مطلع يوليو الماضي.

مخاوف تراجع الطلب الأمريكي

تزايدت الضغوط على أسعار الخام بعد صدور بيانات أمريكية أظهرت ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات البنزين ونواتج التقطير، ما يعكس ضعف الطلب في السوق الأمريكية، خاصة مع نهاية موسم القيادة الصيفي. كما أظهرت تقارير وزارة الطاقة الأمريكية تباطؤ الطلب على الوقود في الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياته منذ مارس، وهو ما أثار قلق المستثمرين بشأن قدرة الاقتصاد الأمريكي على الحفاظ على وتيرة استهلاك مستقرة في ظل الضغوط التضخمية.

وقال محللون في بنك «أوكسفورد إيكونوميكس» إن البيانات الأخيرة تشير إلى أن قطاع الطاقة الأمريكي قد يواجه تباطؤًا خلال الأشهر المقبلة، ما يفرض ضغوطًا إضافية على الأسعار العالمية.

فائض المعروض العالمي

في المقابل، يساهم الفائض الكبير في المعروض العالمي في تكثيف الضغوط الهبوطية على السوق. إذ تستمر روسيا في زيادة صادراتها النفطية رغم العقوبات الغربية، في حين ترفع بعض دول «أوبك+» مستويات إنتاجها لتعويض النقص المحتمل من مناطق أخرى متأثرة بالنزاعات.

كما أوضح تقرير وكالة الطاقة الدولية، الصادر هذا الأسبوع، أن الأسواق قد تواجه فائضًا يتجاوز 1.2 مليون برميل يوميًا خلال الربع الرابع من العام الجاري، إذا لم يتم تعديل مستويات الإنتاج بما يتماشى مع وتيرة الاستهلاك.

الاضطرابات الجيوسياسية لم تعد كافية للدعم

وعلى الرغم من التوترات المستمرة في الشرق الأوسط وبعض مناطق إفريقيا، والتي عادة ما تدعم أسعار النفط، فإن المستثمرين باتوا يركزون بشكل أكبر على الأساسيات الاقتصادية. ويرى خبراء أن تأثير المخاوف من تعطل الإمدادات تراجع مؤخرًا مقارنة بقوة الضغوط الناجمة عن تخمة المعروض وضعف الطلب، ما جعل الأسواق أقل استجابة للأحداث الجيوسياسية.

النظرة المستقبلية

يتوقع محللون أن تظل أسعار النفط تحت ضغط خلال الأسابيع المقبلة، ما لم تظهر بيانات جديدة تشير إلى تحسن في الطلب الأمريكي أو تعلن «أوبك+» عن خطوات أكثر حزماً لخفض الإنتاج. كما أن التطورات في السياسة النقدية الأمريكية، وخاصة قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، ستلعب دورًا مهمًا في تحديد اتجاهات السوق، نظرًا لتأثيرها المباشر على مستويات النمو الاقتصادي العالمي.

ويرى مراقبون أن أي مؤشرات إيجابية من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، قد توفر دعمًا نسبيًا للأسعار، إلا أن حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي ستظل تحديًا رئيسيًا أمام تعافي السوق في الأجل القريب.