وزير الصناعة السعودي: الشراكة مع جنوب أفريقيا ركيزة للتكامل الصناعي والاقتصادي الممتد منذ عقود

أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، أن ملتقى الأعمال السعودي – الجنوب أفريقي، الذي عُقد اليوم الخميس، في الرياض، يمثل محطة محورية في مسيرة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وفرصة لتعزيز التعاون التجاري والصناعي في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة. وأوضح الخريف أن العلاقات السعودية الجنوب أفريقية ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها لعقود طويلة من التعاون المثمر والشراكة الاستراتيجية، مشدداً على أن المملكة تسعى لتطوير هذه العلاقات بما يتماشى مع مستهدفات "رؤية السعودية 2030" الرامية إلى تنويع الاقتصاد وزيادة جاذبية الاستثمارات الأجنبية.
وأشار الوزير إلى أن الملتقى يعكس التزام البلدين بتعزيز الحوار الاقتصادي والتجاري وفتح قنوات جديدة للتعاون، خاصة في قطاعات الصناعة والتعدين والطاقة المتجددة، فضلاً عن صناعة السيارات والخدمات اللوجستية، وهي مجالات تُشكل أولوية ضمن خطط التنمية الوطنية في السعودية وجنوب أفريقيا على حد سواء.
وأوضح الخريف أن جنوب أفريقيا، باعتبارها إحدى أكبر اقتصاديات القارة الأفريقية وأكثرها تنوعاً، تمثل شريكاً استراتيجياً يوفر فرصاً استثمارية هائلة، خصوصاً في مجالات المعادن الاستراتيجية التي تُعد محوراً أساسياً للصناعات الحديثة. وأضاف أن المملكة، بما تمتلكه من بنية تحتية متطورة ومبادرات إصلاحية واسعة في مناخ الاستثمار، قادرة على أن تكون منصة مثالية للتكامل مع الاقتصاد الجنوب أفريقي.
وأشار الوزير إلى أن اللقاءات الثنائية التي عُقدت على هامش الملتقى بين ممثلي القطاعين العام والخاص من البلدين، أسفرت عن مناقشة مشاريع محتملة في مجالات التعدين وسلاسل الإمداد وصناعة السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى فرص التعاون في مجال البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا. وأكد أن هذه المناقشات تمهد الطريق أمام شراكات نوعية تعزز القدرة التنافسية وتحقق التنمية المستدامة.
كما شدد الخريف على أن العلاقات بين الرياض وبريتوريا ليست محصورة في الجانب الاقتصادي فحسب، بل تستند إلى قاعدة صلبة من الصداقة التاريخية والتعاون السياسي المتوازن، وهو ما يعزز فرص نجاح أي مبادرات مشتركة. وأعرب عن تطلعه لأن يسهم هذا الملتقى في إطلاق مرحلة جديدة من التعاون الاستثماري والتجاري، بما يحقق المصالح المتبادلة ويدعم استقرار ونمو الاقتصادين.
ولفت إلى أن المملكة ماضية في تعزيز حضورها على الساحة الأفريقية من خلال شراكات استراتيجية، حيث تعتبر جنوب أفريقيا بوابة رئيسية للأسواق الإقليمية، مشيراً إلى أن مثل هذه الملتقيات تدعم جهود المملكة في بناء شبكة واسعة من العلاقات مع شركاء دوليين وإقليميين فاعلين.
وختم الخريف تصريحاته بالتأكيد على أن المملكة ستواصل العمل على تطوير منظومتها الصناعية والتعدينية بالتعاون مع الشركاء الدوليين، من أجل تحقيق أهداف "رؤية 2030" في بناء اقتصاد قوي ومتنوع ومستدام، قادر على مواجهة التحديات العالمية وخلق فرص جديدة للأجيال القادمة.