روسيا تزيد إنتاجها النفطي اليومي بمقدار 42 ألف برميل في أكتوبر

أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أن بلاده قد ترفع إنتاجها النفطي بمقدار 42 ألف برميل يوميًا خلال شهر أكتوبر المقبل، وذلك في أعقاب القرار الأخير لتحالف «أوبك+» القاضي بزيادة إجمالية في الإنتاج تبلغ 137 ألف برميل يوميًا.
وجاء تصريح نوفاك بعد اجتماع وزاري افتراضي عقدته المنظمة وحلفاؤها (أوبك+)، حيث تم الاتفاق على إدخال زيادة تدريجية في المعروض النفطي بالسوق العالمية، في خطوة تستهدف تحقيق التوازن بين العرض والطلب، وضمان استقرار الأسعار، في ظل توقعات بتزايد الطلب العالمي على الخام مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع معدلات الاستهلاك الطاقوي.
أوضح نوفاك أن روسيا، باعتبارها أحد أبرز الأعضاء من خارج منظمة أوبك في التحالف، ستسهم بنحو 42 ألف برميل يوميًا من الزيادة المقررة، مؤكدًا أن بلاده ملتزمة بالتنسيق الكامل مع شركائها لضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية. وأضاف أن بلاده قادرة على الوفاء بهذه الزيادة بفضل استثماراتها المستمرة في قطاع الطاقة، ومرونتها في التعامل مع المتغيرات الدولية.
وأشار إلى أن قطاع النفط الروسي لا يزال يتمتع بقدرة إنتاجية كبيرة، تسمح بالاستجابة السريعة لمتطلبات السوق، رغم التحديات التي تواجهها موسكو نتيجة العقوبات الغربية، مؤكدًا أن قطاع الطاقة الروسي يظل ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي، ومصدرًا رئيسيًا للإيرادات الحكومية.
من المتوقع أن تسهم هذه الزيادة في تعزيز المعروض العالمي، ما قد ينعكس على تراجع نسبي في أسعار النفط أو على الأقل الحد من وتيرة ارتفاعها. ومع ذلك، يرى محللون أن حجم الزيادة لا يُعد كبيرًا مقارنة بالطلب المتوقع في الربع الأخير من العام، خاصة مع النمو المتسارع في الاقتصادات الآسيوية وارتفاع معدلات استهلاك الطاقة في أوروبا استعدادًا لفصل الشتاء.
وكانت أسعار النفط قد شهدت في الأسابيع الماضية تقلبات ملحوظة، متأثرة بمزيج من العوامل، من بينها بيانات اقتصادية متباينة، وتوترات جيوسياسية، إلى جانب توقعات الإنتاج المستقبلية.
تحالف أوبك+، الذي يضم 23 دولة منتجة للنفط من داخل المنظمة وخارجها، يواصل منذ سنوات تنفيذ سياسات إنتاجية مرنة تستهدف ضبط السوق. وقد ساهمت هذه السياسات بشكل كبير في استقرار الأسعار منذ أزمة جائحة «كورونا»، مرورًا بالتوترات الجيوسياسية الراهنة، وصولًا إلى التحديات الاقتصادية العالمية.
ويأتي قرار زيادة الإنتاج في أكتوبر استجابة لمؤشرات بارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، مع تحسن النشاط الاقتصادي في عدد من الدول، إضافة إلى ارتفاع مستويات الاستهلاك في قطاعات النقل والصناعة والطاقة الكهربائية.
أكد نوفاك أن روسيا ستواصل العمل بشكل وثيق مع شركاء أوبك+ لمراجعة أوضاع السوق بشكل دوري، مشيرًا إلى أن أي تعديلات مستقبلية في مستويات الإنتاج ستعتمد على التطورات الاقتصادية والطلب الفعلي على الخام.
ويرى خبراء الطاقة أن التزام روسيا بالاتفاقات الجماعية رغم الضغوط الغربية يعكس رغبتها في الحفاظ على موقعها كلاعب رئيسي في سوق النفط العالمية، وعدم فقدان ثقة شركائها في التحالف، مؤكدين أن زيادة الإنتاج قد تساعد موسكو أيضًا في تعزيز عائداتها النفطية وتخفيف أثر العقوبات.