الإثنين 08 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

الصادرات الصينية تعود للنمو بنسبة 5.9% في نوفمبر رغم استمرار تراجع الشحنات إلى الولايات المتحدة

الإثنين 08/ديسمبر/2025 - 08:52 ص
الصادرات الصينية
الصادرات الصينية

عادت صادرات الصين إلى مسار النمو خلال شهر نوفمبر 2025، في إشارة جديدة إلى قدرة ثاني أكبر اقتصاد في العالم على إعادة التكيف مع تحديات التجارة العالمية وإعادة توجيه أسواقه بعيدًا عن الولايات المتحدة. وبحسب بيانات الجمارك الصينية الصادرة اليوم الاثنين، ارتفعت الصادرات بنسبة 5.9% على أساس سنوي لتصل قيمتها إلى 330.3 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين الذين رجّحوا نموًا أكثر تواضعًا، كما عوّضت الانكماش غير المتوقع الذي سُجّل في أكتوبر بنسبة 1.1%.

ويكتسب هذا الانتعاش أهميته في ظل تراجع الصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة، التي انخفضت بنحو 29% مقارنة بالعام الماضي، وهو التراجع الثامن على التوالي في مسلسل الهبوط المزدوج الرقم للشحنات الصينية إلى السوق الأميركية، نتيجة الرسوم الجمركية المتبادلة والمنافسة المتزايدة داخل سلاسل الإمداد العالمية.

تحول استراتيجي نحو أسواق بديلة

ورغم استمرار ضعف الطلب الأميركي، أظهرت البيانات توسعًا قويًا للصادرات الصينية في أسواق جنوب شرق آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، في خطوة تعكس قدرة الصين على إعادة التموضع داخل خريطة التجارة العالمية عبر تعزيز حضورها داخل الاقتصادات الصاعدة وتوسيع شراكاتها التجارية خارج السوق الأميركية التقليدية.

ويعزو محللون هذا الاتجاه إلى حزمة من السياسات التحفيزية التي تبنتها بكين لتعزيز تنافسية القطاعات الصناعية، إلى جانب الاستفادة من مبادرات مثل "الحزام والطريق" التي فتحت آفاقًا جديدة أمام المنتجات الصينية في عشرات الدول النامية.

الواردات تنمو رغم ضغوط العقارات

على الجانب الآخر، ارتفعت الواردات الصينية بنسبة 1.9% في نوفمبر مقارنة بنمو بلغ 1% فقط في أكتوبر، رغم استمرار التأثيرات السلبية لتباطؤ قطاع العقارات—الذي يمثل نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي—على مستويات الإنفاق والاستهلاك. وتشير هذه البيانات إلى بعض المرونة في الطلب المحلي رغم التحديات البنيوية التي يواجهها الاقتصاد.

هدنة تجارية.. لكن نتائج محدودة

وعلى الرغم من إعلان هدنة تجارية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما في كوريا الجنوبية في أكتوبر، فإن البيانات الأخيرة لا تعكس تأثيرًا ملموسًا لهذا الاتفاق على حركة التجارة. فقد خفّضت الولايات المتحدة بعض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، فيما علّقت بكين قيودًا تتعلق بتصدير المعادن النادرة، لكن محللين في بنك ING أكدوا أن النتائج المتوقعة من هذه الهدنة قد تكون محدودة بسبب تأثيرات الأساس—حيث كانت الصادرات قد حققت طفرة قبل الجولة الأخيرة من رفع الرسوم الأميركية.

وأظهر مسح رسمي انكماش قطاع الصناعة التحويلية في الصين للشهر الثامن على التوالي، ما يشير إلى أن التحديات الهيكلية لا تزال قائمة، وأنه من السابق لأوانه الحكم على مدى تحسن الطلب الخارجي بعد الهدنة.

الصين وتوجهات الخمس سنوات المقبلة

وفي ضوء هذه المعطيات، تواصل القيادة الصينية التركيز على تعزيز الصناعات المتقدمة والتكنولوجيا العالية خلال السنوات الخمس المقبلة، وفق ما أقرّه اجتماع قيادي رفيع المستوى في أكتوبر، ومن المتوقع أن تكشف الاجتماعات الاقتصادية المرتقبة عن تفاصيل إضافية لهذه السياسات، التي تهدف إلى تقليل اعتماد الصين على التكنولوجيا الأجنبية وزيادة قيمتها المضافة الصناعية.

ورغم استمرار حالة الجمود في العلاقات التجارية الصينية – الأميركية، يرى خبراء أن الصين قادرة على تعزيز حصتها في التجارة العالمية خلال السنوات القادمة، بفضل قدرتها على التوسع في أسواق غير تقليدية واستثمار نقاط قوتها في التصنيع واسع النطاق.