الذهب يصعد مع ترقب خفض الفائدة الأمريكية.. والفضة تواصل تحطيم مستوياتها القياسية في 2025
ارتفعت أسعار الذهب في تعاملات اليوم الاثنين، وسط حالة من التفاؤل تسود الأسواق العالمية بشأن اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه الحاسم هذا الأسبوع، في خطوة ينتظرها المستثمرون منذ أشهر بعد سلسلة مؤشرات اقتصادية تؤكد تباطؤ الاقتصاد الأميركي مقارنة بذروة النشاط التي شهدها النصف الأول من العام.
وسجّل الذهب الفوري ارتفاعًا بنحو 0.3% ليصل إلى 4212.70 دولار للأونصة، فيما استقرت العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر عند 4241.30 دولار للأونصة، لتواصل بذلك المعدلات الحالية تماسكها عند أطراف مستويات تاريخية سجّلها المعدن الأصفر خلال الأسابيع الماضية في ظل تقلبات اقتصادية عالمية وتراجع شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر.
وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بتراجع مؤشر الدولار الأميركي الذي يتحرك قرب أدنى مستوى له منذ شهر كامل، الأمر الذي جعل الذهب —المقوّم بالدولار— أكثر جاذبية للمستثمرين في الخارج، خاصة أولئك الذين يستفيدون من انخفاض تكلفة شراء المعدن مقارنة بعملاتهم المحلية.
ترقب الفيدرالي.. عامل رئيسي في حركة الذهب
وقال تيم ووترر، كبير محللي الأسواق لدى شركة KCM Trade، إن بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية —وهو المؤشر الأكثر متابعة من قبل الفيدرالي— جاءت دون مفاجآت، ما زاد من ثقة الأسواق بأن الفيدرالي سيظل على المسار المتوقع لخفض أسعار الفائدة. وأوضح أن هذا التوجه يعزز من جاذبية الذهب، خصوصًا أنه أصل لا يدر عائدًا، وبالتالي يستفيد بشكل مباشر من انخفاض تكلفة الفرصة البديلة الناجمة عن خفض الفائدة.
وبحسب أداة "فيدووتش" التابعة لمجموعة CME، فإن الأسواق تسعّر احتمالًا يتجاوز 88% لخفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع يُعقد على مدار يومي 9 و10 ديسمبر الجاري، في خطوة قد تُطلق موجة جديدة من الارتفاعات في أسعار المعادن الثمينة عالميًا.
وتشير البيانات الاقتصادية الأميركية خلال الأشهر الأخيرة إلى تباطؤ ملحوظ في إنفاق المستهلكين خلال سبتمبر بعد ثلاثة أشهر من الارتفاع المتواصل، إضافة إلى ضعف سوق العمل وارتفاع تكاليف المعيشة. كما سجّلت الوظائف الخاصة أكبر تراجع لها في نحو عامين ونصف، ما يعزز التوقعات باتخاذ الفيدرالي مسارًا سياسيًا أكثر مرونة.
الفضة.. نجم 2025 بلا منازع
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، استحوذت الفضة على قدر كبير من الاهتمام العالمي بعد أن واصلت أداءها القوي هذا العام لتسجل مستويات غير مسبوقة في تاريخها. ورغم تراجع سعر الفضة اليوم بنسبة 0.4% إلى 58.06 دولار للأونصة، فإن المعدن الأبيض لا يزال عند أعلى مستوياته في سنوات طويلة بعد أن لامس 59.32 دولارًا للأونصة يوم الجمعة الماضية، محققًا ارتفاعًا يتجاوز 100% منذ بداية العام 2025.
ويرى خبراء الأسواق أن الفضة ما تزال مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية مقارنة بالذهب، خاصة في ظل الطلب الصناعي المتزايد عليها في القطاعات المرتبطة بالطاقة النظيفة، والرقائق الإلكترونية، وتقنيات السيارات الكهربائية، إلى جانب استمرار أزمة الإمدادات العالمية التي يتوقع أن تمتد حتى عام 2026.
البلايتنوم والبلاديوم بين مكاسب محدودة وضغوط متباينة
وفي المقابل، ارتفع البلاتين بنحو 0.7% ليصل إلى 1653 دولارًا للأونصة، مدعومًا بتوقعات تحسن الطلب الصناعي في أوروبا والولايات المتحدة، فيما تراجع البلاديوم هامشيًا بنسبة 0.1% إلى 1455.97 دولار للأونصة، متأثرًا بضغوط في قطاع السيارات العالمي وتحولات الصناعة نحو بدائل أقل تكلفة.
