أوكرانيا تستهدف خط أنابيب "دروجبا" الروسي وحريق في مصفاة نفط بكراسنودار

أفاد مسؤول أوكراني اليوم الأحد، بأن القوات الأوكرانية شنت هجوماً استهدف خط أنابيب النفط الروسي "دروجبا" في منطقة بريانسك الحدودية، في أحدث تطور ضمن الحرب المستمرة بين موسكو وكييف التي باتت تركز بشكل متزايد على استهداف البنية التحتية للطاقة.
وقال المسؤول الأوكراني إن العملية تأتي في إطار ما وصفه بـ"إضعاف القدرات الاقتصادية الروسية وتقليص إيرادات الطاقة التي تمول المجهود الحربي لموسكو". ولم يقدم المسؤول تفاصيل إضافية حول حجم الأضرار أو ما إذا كان الهجوم قد أثر بشكل مباشر على تدفقات النفط عبر الخط الذي يعد من أهم شرايين الطاقة الروسية نحو أوروبا.
وفي موازاة ذلك، أعلنت إدارة المنطقة الجنوبية في روسيا أن طائرات مسيّرة أوكرانية شنت هجوماً استهدف مصفاة إيلسكي للنفط في إقليم كراسنودار، ما أدى إلى اندلاع حريق تمت السيطرة عليه سريعاً. وقالت الإدارة عبر منصة "تيليجرام": "اندلعت النيران في إحدى وحدات المعالجة، وتم إخمادها بسرعة. الحريق أتى على عدة أمتار مربعة فقط، ولم يسفر عن أي إصابات".
وأكد البيان أن فرق الإطفاء والإنقاذ إلى جانب وحدات الطوارئ الخاصة تدخلت لإخماد النيران، فيما جرى إجلاء العاملين بالمصفاة إلى مناطق آمنة. وأوضحت السلطات أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد طبيعة الأضرار بدقة ومدى تأثيرها على عمليات التكرير والإمداد المحلي.
أهمية خط "دروجبا"
يُعد خط أنابيب "دروجبا" (الصداقة) من أكبر شبكات نقل النفط في العالم، حيث ينقل الخام الروسي عبر بيلاروسيا وأوكرانيا وصولاً إلى عدة دول أوروبية. ويشكل الخط أحد الأعمدة الاستراتيجية التي تعتمد عليها روسيا لتصدير النفط إلى الخارج، ورغم العقوبات الغربية المفروضة منذ اندلاع الحرب، لا يزال جزء من صادراته يجد طريقه إلى الأسواق.
الهجوم على الخط يمثل تصعيداً نوعياً جديداً من الجانب الأوكراني، إذ يستهدف مباشرة البنية التحتية الحيوية للطاقة الروسية، ما قد يؤدي إلى تداعيات على إمدادات الطاقة الإقليمية، ويزيد من الضغوط الاقتصادية على موسكو.
تصاعد الهجمات بالطائرات المسيرة
الهجوم على مصفاة إيلسكي يأتي ضمن سلسلة من الضربات الأوكرانية المتكررة باستخدام الطائرات المسيرة ضد منشآت الطاقة داخل الأراضي الروسية. وتزايدت وتيرة هذه الهجمات في الأشهر الأخيرة، إذ تسعى كييف لتوسيع نطاق العمليات العسكرية إلى العمق الروسي بهدف إضعاف قدرات موسكو اللوجستية وإرباك صناعتها النفطية.
من جانبها، تواصل روسيا تعزيز دفاعاتها الجوية في المناطق الحدودية وفي عمق أراضيها لمواجهة التهديدات المتصاعدة. غير أن الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة ومرنة الاستخدام تطرح تحديات مستمرة أمام أنظمة الدفاع التقليدية.
تداعيات إقليمية ودولية
ويرى محللون أن استهداف خطوط الأنابيب والمصافي قد يزيد من المخاطر الجيوسياسية في أسواق الطاقة العالمية، خصوصاً في وقت تشهد فيه أسعار النفط تقلبات نتيجة توترات الشرق الأوسط وتغيرات سياسات الإنتاج لدى تحالف "أوبك+". كما أن الهجمات قد تعمّق الفجوة بين موسكو وكييف وتزيد من تعقيد أي جهود دبلوماسية لوقف الحرب.
وبينما تحاول روسيا طمأنة أسواق الطاقة بالتأكيد على استمرار الإمدادات، تواصل أوكرانيا الضغط على نقاط الضعف الاقتصادية الروسية، ما يجعل البنية التحتية للطاقة هدفاً رئيسياً في الصراع المستمر منذ فبراير 2022.