تسلا تقترح حزمة تعويض تاريخية لإيلون ماسك بتريليون دولار رغم تزايد الأزمات

كشفت تقارير اقتصادية أن مجلس إدارة شركة تسلا اقترح منح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك حزمة تعويض تاريخية قد تصل إلى تريليون دولار، وهي الأكبر في تاريخ الشركات العالمية، وذلك في حال نجاحه في تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة التي وضعتها الشركة خلال السنوات المقبلة.
وبحسب بيان صادر عن الشركة، فإن الحزمة ستكون مرتبطة بمؤشرات أداء استراتيجية، أبرزها تطوير أنظمة القيادة الذاتية، وتعزيز استثمارات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق المنتجات التكنولوجية التي تسعى تسلا إلى تحويلها من مجرد سيارات كهربائية إلى منصات ذكية متعددة الاستخدامات. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها رهان جديد من إدارة الشركة على قدرة ماسك في الحفاظ على ريادتها في قطاع التكنولوجيا، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة من شركات أميركية وصينية.
وكان مجلس الإدارة قد وافق في وقت سابق من العام الجاري على حزمة تعويض أصغر نسبياً لماسـك بقيمة تقارب 29 مليار دولار في صورة أسهم مقيدة، تضمن بقاءه في منصبه حتى عام 2030. إلا أن المقترح الجديد يمثل قفزة هائلة من حيث القيمة، وهو ما يضع تسلا أمام اختبار حقيقي يتعلق بمدى قبول المستثمرين والمساهمين لمثل هذه الخطوة.
لكن إعلان الحزمة جاء في وقت حرج بالنسبة للشركة، حيث تواجه تسلا سلسلة من الأزمات القانونية والتجارية. ففي مطلع أغسطس الماضي، قضت محكمة في ميامي بأن نظام Autopilot التابع لتسلا كان مسؤولاً جزئياً عن حادث مميت، وألزمت الشركة بدفع 243 مليون دولار كتعويضات، وهو الحكم الذي تنوي الشركة استئنافه. كما واجهت تسلا انتقادات لاذعة بعدما كشفت تسريبات أن لديها بيانات مرتبطة بالحادث لكنها لم تقدمها في الوقت المناسب للجهات القضائية.
على صعيد آخر، أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً في الولايات المتحدة أن 78% من الأميركيين يطالبون بفرض رقابة أكثر صرامة على تسويق أنظمة القيادة الذاتية Autopilot وFSD، فيما أكد 64% من المستطلعين ضرورة إلزام الشركة بالاحتفاظ ببيانات الحوادث لتمكين التحقيقات الرسمية والسائقين من الاطلاع عليها.
ويعكس هذا التحول في الرأي العام الأميركي تراجع صورة تسلا في السوق. فقد أظهرت بيانات أن نسبة من يحملون رأياً سلبياً تجاه الشركة ارتفعت من 7% في أبريل الماضي إلى 15% حالياً، في حين تراجعت مبيعات تسلا في بعض الأسواق الأوروبية نتيجة تشبع السوق واشتداد المنافسة.
ويرى محللون أن الحزمة الجديدة، رغم ضخامتها، قد تكون محاولة لإعادة الثقة في مستقبل الشركة وضمان استمرار ماسك على رأس القيادة، خاصة في ظل توجهها المتزايد نحو قطاع الذكاء الاصطناعي الذي تعتبره ركيزة أساسية لنموها القادم. لكنهم حذروا في الوقت نفسه من أن ربط التعويضات بأهداف طموحة قد يشكل ضغطاً إضافياً على ماسك، في وقت تتعرض فيه الشركة لانتقادات تنظيمية وضغوط مالية متزايدة.
وبينما لم يعلن بعد عن موعد التصويت على المقترح داخل الجمعية العمومية للمساهمين، فإن خبراء المال يتوقعون أن يشهد القرار نقاشاً واسعاً بين مؤيدين يرون في ماسك المحرك الأساسي لنجاح تسلا، ومعارضين يعتبرون أن الحزمة مبالغ فيها وقد تثير استياء الأسواق والمستثمرين على المدى القريب.