استراتيجيو "وول ستريت" يرصدون قلقا متزايداً بشأن استقلالية "الاحتياطي الفيدرالي"

يتزايد قلق المستثمرين بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي مع سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض نفوذه على البنك المركزي ودفعه لخفض أسعار الفائدة، بحسب استراتيجيين في "وول ستريت".
أشار فريق "جيه بي مورجان تشيس" إلى أن صعود أسعار الذهب والتحول نحو أسهم القيمة، إضافة إلى اتساع الفارق بين عوائد سندات الخزانة لأجل خمس سنوات وثلاثين عاماً، تعكس رهان المتداولين على تسارع التضخم. في الوقت نفسه، قال "غولدمان ساكس غروب" إن تصاعد المخاوف بشأن "مخاطر مصداقية المؤسسات الأميركية" قد يؤدي إلى قفزة في أسعار الذهب.
تشير هذه التطورات مجتمعة إلى أن اختيار ترمب لمستشاره المقرب ستيفن ميران لعضوية الاحتياطي الفيدرالي، وحملته لعزل عضو مجلس محافظي البنك المركزي ليزا كوك، يؤثران في تقييم الأسواق والنقاش الدائر في "وول ستريت". كتب المحلل في "جيه بي مورغان" نيكولاس بانيغيرتزوجلو في مذكرة للعملاء: "أصبحت الأسواق أكثر قلقاً بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي".
انتقادات ترامب للاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول أثارت ردود فعل من بعض أبرز رؤساء المؤسسات المالية في وول ستريت؛ حيث شدد كل من جيمي ديمون من "جيه بي مورغان" وبريان موينيهان من "بنك أوف أمريكا" على أهمية استقلالية البنك المركزي.
في الأسواق المالية، كانت التداعيات محدودة نسبياً حتى الآن، إذ واصلت الأسهم تسجيل مستويات قياسية. في الوقت نفسه، زاد المتداولون رهاناتهم على خفض الفائدة مع تكثيف ترمب دعواته العلنية لخفض تكاليف الاقتراض، واعتماد باول نبرة أكثر ميلاً للتيسير.
سناريوهات بشأن استقلالية "الفيدرالي"
طرح "جولدمان ساكس" مجموعة من السيناريوهات المحتملة لأسعار الذهب، تشمل توقعاً أساسياً بارتفاع المعدن إلى 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026، وسيناريو مخاطرة قُصوى يصل إلى 4500 دولار، وتقديراً يقارب 5000 دولار إذا تدفق 1% فقط من سوق سندات الخزانة الأميركية المملوكة للقطاع الخاص إلى الذهب.
كتب محللون من بينهم سامانثا دارت: "السيناريو الذي تتضرر فيه استقلالية الاحتياطي الفيدرالي سيُؤدي على الأرجح إلى تضخم أعلى، وانخفاض أسعار الأسهم والسندات طويلة الأجل، وتآكل مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية".
في حين ركز تقرير "جولدمان ساكس" على السلع، درس فريق "جيه بي مورغان" تحركات عبر فئات أصول مختلفة بحثاً عن مؤشرات على "تداولات تتعلق باستقلالية الفيدرالي" في الأسواق.
قال المحللون إن التحول نحو أسهم القيمة يُشير بشكل خاص إلى أن المتداولين يستعدون لارتفاع التضخم بوتيرة أسرع. واعتمد التحليل على بيانات البيع على المكشوف لسلتين من الأسهم تحاكيان صفقات شراء وبيع أسهم القيمة. وأوضحوا أن زيادة الاهتمام بالمراكز البيعية على السلة التي تمثل الرهانات ضد أسهم القيمة، مقارنة بسلة شراء أسهم القيمة، منذ أبريل، تعكس تحول المستثمرين نحو أسهم القيمة.
في أسواق السلع، اعتبر محللو "جيه بي مورغان" أن القفزة الحادة في عقود الذهب الآجلة، وزيادة أقل في مراكز النفط تمثلان إشارة إضافية إلى أن المتداولين يتوقعون أن الاقتصاد الأميركي سيسير بوتيرة "محمومة للغاية".
أضافوا أنهم وجدوا أدلة أقل تُشير إلى "تداولات على استقلالية الفيدرالي" في أسواق العملات، وقالوا إن مراكز الدولار الإجمالية بقيت مستقرةً إلى حد كبير منذ إعلان ترشيح ميران.