المركبات الكهربائية تقود نمو سوق السيارات البريطانية رغم تراجع المبيعات العامة
أظهرت بيانات أولية صادرة عن جمعية مصنّعي وتجار السيارات في المملكة المتحدة (SMMT) تراجع مبيعات السيارات الجديدة بنسبة تقارب 2% خلال شهر أغسطس 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويعكس هذا التراجع تحديات تواجه السوق، تشمل ضعف ثقة المستهلكين وارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى التحولات الهيكلية في صناعة السيارات.
رغم الانخفاض العام في المبيعات، ارتفعت الحصة السوقية للمركبات الكهربائية العاملة بالبطاريات إلى نحو 26% من إجمالي المبيعات، ما يشير إلى استمرار تحول المستهلكين نحو خيارات أكثر استدامة وأقل انبعاثاً للكربون، مدعومة بالدعم الحكومي والسياسات البيئية الرامية للحد من الانبعاثات الكربونية. ويُتوقع أن تصبح المركبات الكهربائية العمود الفقري لنمو السوق البريطاني في السنوات المقبلة، مع تراجع مبيعات السيارات التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري.
على الصعيد العالمي، أظهرت بيانات منظمة مصنّعي السيارات الدولية (OICA) لعام 2024 استمرار الصين في تصدر قائمة أكبر منتجي المركبات، بإجمالي إنتاج تجاوز 31.28 مليون مركبة، منها أكثر من 27 مليون سيارة ركوب، ما يجعلها بعيدة عن أي منافسة حقيقية في المدى القريب.
وجاءت الولايات المتحدة في المركز الثاني بإنتاج 10.5 مليون مركبة، مع تفوق ملحوظ في قطاع المركبات التجارية الذي سجّل أكثر من 9 ملايين وحدة مقابل أقل من 1.5 مليون سيارة ركوب. بينما واصلت اليابان إنتاج نحو 8.2 مليون مركبة، والهند إنتاج نحو 6 ملايين وحدة، ما يعكس قوة الطلب المحلي والتوسع الصناعي في السوقين الآسيويين.
كوريا الجنوبية وألمانيا حافظتا على مكانتهما كلاعبين رئيسيين بإنتاج يقارب 4 ملايين مركبة لكل منهما، فيما برزت المكسيك كمركز مهم لإنتاج المركبات التجارية بتجاوز 3.2 مليون وحدة، ما يعزز دورها كمحطة تصدير رئيسية نحو أميركا الشمالية. وفي أوروبا، سجلت إسبانيا أكثر من 2.3 مليون مركبة، والبرازيل أكثر من 2.5 مليون وحدة، بينما شكّلت بقية الدول نحو 2.3 مليون مركبة.
وتؤكد هذه الأرقام أن السوق العالمي للسيارات يشهد ديناميكية قوية مع تباين في النمو بين السيارات التقليدية والكهربائية، في وقت يواصل فيه التحول نحو الاستدامة والسياسات البيئية دفع معدلات تبني المركبات الكهربائية عالميًا.
