الخميس 04 سبتمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

اليابان: كبير مفاوضي الرسوم الجمركية يتوجه إلى واشنطن لاستئناف المحادثات التجارية

الخميس 04/سبتمبر/2025 - 09:38 ص
بانكير

غادر كبير مفاوضي الرسوم الجمركية في اليابان ريوسي أكازاوا، صباح اليوم الخميس، متجهاً إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يجري خلالها جولة جديدة من المحادثات مع كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط تصاعد التوترات التجارية بين البلدين بشأن التعريفات الجمركية والاتفاقات الاقتصادية الثنائية.

محادثات حساسة

وقالت وزارة المالية اليابانية في بيان مقتضب، إن الزيارة تأتي في إطار "المشاورات المنتظمة" بين طوكيو وواشنطن، لكنها تحمل أهمية خاصة في ظل المناقشات الجارية حول مستقبل التعريفات الأمريكية المفروضة على بعض الواردات اليابانية.

ومن المقرر أن يلتقي أكازاوا مسؤولين بارزين في وزارة التجارة الأمريكية ومكتب الممثل التجاري الأمريكي، لمراجعة التقدم المحرز في المفاوضات ومحاولة التوصل إلى حلول وسط.

وتشير مصادر دبلوماسية يابانية إلى أن الجولة الجديدة ستتناول ملفات تتعلق بصناعة السيارات، والصلب، وبعض المنتجات الزراعية، وهي القطاعات الأكثر تأثراً بالإجراءات الحمائية الأمريكية خلال السنوات الأخيرة.

خلفية النزاع

تعود جذور الخلافات التجارية بين طوكيو وواشنطن إلى السياسات الاقتصادية التي انتهجتها إدارة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، حيث أعاد الرئيس الأمريكي التلويح باستخدام سلاح الرسوم الجمركية لتحقيق مكاسب تفاوضية. وكان ترامب قد صرح الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة قد تضطر إلى "إلغاء" بعض الاتفاقات التجارية القائمة مع اليابان والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية إذا لم تُحل القضايا العالقة المتعلقة بالرسوم.

ورغم توقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات الزراعة والسلع الصناعية خلال السنوات الماضية، ما تزال الخلافات قائمة بشأن حجم الرسوم التي تفرضها واشنطن على واردات السيارات اليابانية، إلى جانب الخلافات حول الدعم الحكومي لبعض الصناعات الاستراتيجية.

مصالح اقتصادية متشابكة

يمثل الملف التجاري أهمية بالغة للطرفين، إذ تُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لليابان بعد الصين، بينما تستحوذ السلع اليابانية، خاصة السيارات والإلكترونيات، على حصة كبيرة من السوق الأمريكية. وبالمقابل، تُعد اليابان سوقاً رئيسية للمنتجات الزراعية والطاقة الأمريكية.

ويرى محللون أن استمرار التوتر التجاري بين البلدين قد ينعكس سلباً على سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية، خصوصاً في قطاع السيارات، الذي يعتمد بشكل متداخل على المكونات وقطع الغيار المنتجة في كل من اليابان والولايات المتحدة.

احتمالات التصعيد والتهدئة

وبحسب مراقبين، فإن محادثات أكازاوا في واشنطن ستكون اختباراً لمدى جدية الطرفين في خفض التوترات، خاصة مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، حيث يسعى ترامب لإظهار حزمه في الملفات الاقتصادية أمام قاعدته الانتخابية. في المقابل، تسعى الحكومة اليابانية بقيادة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إلى تجنب أي مواجهة اقتصادية قد تؤثر على تعافي الاقتصاد الياباني الذي يواجه تحديات تباطؤ النمو وارتفاع تكاليف الاستيراد.

ويرى خبراء أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو التوصل إلى تفاهمات مؤقتة أو اتفاقات مرحلية تتيح للطرفين كسب الوقت، في ظل إدراكهما المتبادل أن التصعيد قد يضر بمصالحهما المشتركة ويؤثر على استقرار الأسواق الآسيوية والعالمية.