الذهب يقفز لأعلى مستوى في 4 أشهر بدعم من رهانات خفض الفائدة الأمريكية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في تعاملات اليوم الاثنين، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من أربعة أشهر، وسط تزايد توقعات الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه إلى خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، وهو ما عزز جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
وبحلول الساعة 02:38 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.7% مسجلاً 3470.69 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ 23 أبريل الماضي. كما صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.8% إلى 3543.70 دولاراً للأونصة، في مؤشر على استمرار شهية المستثمرين للمعدن الأصفر.
وفي المقابل، حققت الفضة قفزة تاريخية، إذ ارتفعت بنسبة 1.6% لتصل إلى 40.31 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2011، ما يعكس تزايد الطلب الاستثماري على المعادن الثمينة ككل. كما صعد البلاتين بنسبة 0.9% إلى 1376.95 دولاراً، والبلاديوم بنسبة 0.8% ليصل إلى 1118.12 دولاراً.
ضغوط على الدولار وتوقعات خفض الفائدة
وجاء هذا الارتفاع مدعوماً بتصريحات ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، التي جددت دعمها لخفض أسعار الفائدة، مشيرة إلى المخاطر التي تهدد سوق العمل الأمريكي. تصريحاتها عززت الرهانات على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع هذا الشهر، وهو ما تشير إليه أداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، حيث ارتفعت توقعات الأسواق إلى نحو 87% لحدوث الخفض.
وقال مات سيمبسون، كبير المحللين في «سيتي إندكس»، إن «التصريحات المائلة للتيسير ساعدت المتعاملين على تجاوز قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية المرتفعة يوم الجمعة، وأبقت الباب مفتوحاً أمام خفض الفائدة». وأضاف أن حكم محكمة استئناف أمريكية بعدم قانونية معظم الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب سابقاً ضغط على الدولار، وهو ما عزز بدوره مكاسب الذهب.
العوامل الاقتصادية المؤثرة
تُظهر البيانات أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 0.2% على أساس شهري، و2.6% على أساس سنوي، بما يتماشى مع توقعات الأسواق. وعلى الرغم من أن هذه القراءة تعكس استمرار الضغوط التضخمية، فإن تزايد المخاطر المرتبطة بسوق العمل يعزز التوقعات باتجاه الفيدرالي نحو سياسة أكثر تيسيراً.
ويرى محللون أن الذهب، الذي لا يدرّ عائداً مباشراً، عادة ما يحقق أداءً أفضل في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، إذ تنخفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازته مقارنة بالأصول الأخرى مثل السندات.
ترقب بيانات الوظائف الأمريكية
ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية المقرر صدورها يوم الجمعة المقبل، باعتبارها أحد المؤشرات الأساسية التي قد تحدد مسار السياسة النقدية للفيدرالي خلال الأشهر المقبلة.
وفي موازاة ذلك، قال الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير، إن إدارة ترامب تواصل محادثاتها مع الشركاء التجاريين رغم حكم المحكمة الأخير بشأن الرسوم الجمركية، وهو ما يضيف بعداً جديداً للتوترات التجارية التي قد تنعكس أيضاً على حركة أسعار الذهب.
بهذا، يواصل المعدن الأصفر إثبات مكانته كأداة تحوط رئيسية في ظل التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، والتوترات التجارية العالمية، والمخاطر التي تهدد استقرار الاقتصاد العالمي.