جهاز أبوظبي للاستثمار يضخ 1.5 مليار دولار في شركة "جي إل بي" لتعزيز التوسع في الاقتصاد الجديد
أعلنت شركة جي إل بي (GLP)، المتخصصة في الاستثمار وإدارة الأصول بقطاعات اللوجستيات والبنية التحتية الرقمية والطاقة المتجددة، حصولها على استثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار من شركة تابعة مملوكة بالكامل لجهاز أبوظبي للاستثمار (أديا)، أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم.
وبحسب البيان الصادر اليوم الخميس، ستضخ "أديا" استثمارًا أوليًا بقيمة 500 مليون دولار كمرحلة مبدئية، على أن يوجَّه الجزء الأكبر من التمويل نحو التوسع في القطاعات المرتبطة بالنمو الهيكلي العالمي، وعلى رأسها التجارة الإلكترونية، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، إضافة إلى دعم مشاريع الطاقة النظيفة.
وأكدت "جي إل بي" أن هذه الصفقة ستعزز مركزها المالي وتدعم قدرتها على بناء منصات واسعة النطاق في أسواقها الأساسية، مشيرة إلى أن الاستثمار يعكس ثقة "أديا" في استراتيجيتها طويلة المدى وقدرتها على تحقيق عوائد مستدامة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
ويأتي هذا الإعلان بعد سنوات من التعاون الاستثماري بين المؤسستين في عدد من الصناديق والشراكات، ما يعكس عمق العلاقة الاستراتيجية بين جهاز أبوظبي للاستثمار و"جي إل بي". واعتبرت الشركة أن الاتفاقية تمثل خطوة محورية لتعزيز حضورها العالمي في ظل الطلب المتزايد على الخدمات اللوجستية وحلول البنية التحتية الرقمية.
وأشار البيان إلى أن هذه الصفقة تعكس توجهًا متزايدًا من قبل الصناديق السيادية الكبرى نحو القطاعات المرتبطة بالاقتصاد الجديد، بما يشمل اللوجستيات الرقمية، البنية التحتية السحابية، والطاقة المتجددة، في ظل توقعات بتسارع الطلب العالمي على هذه الأنشطة خلال السنوات المقبلة.
وتُعد "جي إل بي" من أبرز المستثمرين العالميين في مجالات اللوجستيات والبنية التحتية الرقمية، حيث تدير عبر ذراعها الاستثمارية GLP Capital Partners أصولاً تتجاوز قيمتها 80 مليار دولار موزعة على أسواق رئيسية في آسيا وأوروبا والأمريكتين.
أما جهاز أبوظبي للاستثمار، الذي تأسس عام 1976، فيُصنَّف ضمن أكبر الصناديق السيادية على مستوى العالم من حيث حجم الأصول، حيث يركز على استثمارات طويلة الأجل في مجالات متنوعة تشمل الأسهم العالمية، العقارات، البنية التحتية، ورأس المال الخاص. ويعتمد "أديا" استراتيجية تقوم على تنويع محفظته الاستثمارية جغرافيًا وقطاعيًا بما يضمن الاستقرار والعائد المستدام عبر الأجيال.
ويرى خبراء أن هذه الصفقة تمثل انعكاسًا لرؤية الإمارات في تعزيز موقعها كمركز عالمي للاستثمارات السيادية، وحرصها على الدخول في مجالات استراتيجية جديدة تحقق قيمة مضافة وتواكب التحولات التكنولوجية والاقتصادية. كما أنها تعكس إدراك المؤسسات الاستثمارية لأهمية التحول نحو الاقتصاد الرقمي والانتقال إلى الطاقة النظيفة كخيار مستقبلي لا غنى عنه.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يتسارع فيه التنافس العالمي على الاستثمار في قطاعات البنية التحتية الرقمية واللوجستيات المتقدمة، حيث يُتوقع أن يشهد العقد المقبل نمواً غير مسبوق في الطلب على حلول التجارة الإلكترونية والخدمات القائمة على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وهو ما يعزز أهمية الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات الاستثمارية الكبرى والشركات العالمية الرائدة.
