الحفر العربية تمدد عقود 11 منصة غاز مع «إس إل بي» الأمريكية

أعلنت شركة الحفر العربية، المدرجة في السوق المالية السعودية، عن توقيع اتفاقية جديدة مع شركة إس إل بي الأمريكية (المعروفة سابقاً باسم «شلمبرجير») لتمديد عقود تشغيل 11 منصة حفر برية لعمليات الغاز في المملكة. ويأتي هذا التمديد ليستمر العمل وفق صيغة عقود تسليم مفتاح (LSTK)، التي تضمن إنجاز المشاريع بسعر محدد مسبقًا يشمل التصميم والتنفيذ والتشغيل.
وأوضحت الشركة أن هذه العقود الممددة تمثل ما بين 15% و20% من إيراداتها لعام 2024، وهو ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للاتفاق في تعزيز استقرار أعمالها والمحافظة على حجم نشاطها القائم. ومن المقرر أن يمتد العقد الجديد لمدة عام واحد، على أن يبدأ أثره المالي بالظهور خلال الربع الحالي من 2025.
ويكتسب هذا التمديد بعدًا إضافيًا نظرًا لأن شركة إس إل بي تُعد من كبار المساهمين في الحفر العربية بحصة ملكية تبلغ 34.3%، ما يجعل العلاقة بين الجانبين ليست مجرد تعاقد تجاري بل شراكة استراتيجية تساهم في ضمان استمرارية الأعمال وتبادل الخبرات التقنية.
وتُعد إس إل بي واحدة من أضخم شركات خدمات حقول النفط على مستوى العالم، إذ تعمل في أكثر من 100 دولة، وتقدم حلولًا متقدمة في مجالات الحفر، الإنتاج، وإدارة المكامن. ويعزز تعاونها مع الحفر العربية من مكانة الأخيرة كمزود رئيسي لخدمات الحفر في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط.
منذ تأسيسها عام 1964، رسخت الحفر العربية مكانتها كإحدى أكبر شركات خدمات الحفر في المنطقة، حيث تقدم مجموعة متنوعة من الحلول تغطي مشاريع النفط والغاز التقليدية وغير التقليدية. وتمتلك الشركة خبرة طويلة في إدارة المنصات البرية والبحرية، ما يضعها في موقع ريادي لمواكبة توسع قطاع الطاقة السعودي.
يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه قطاع الطاقة في السعودية توسعًا ملحوظًا في مشاريع الغاز الطبيعي، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 للتحول في مزيج الطاقة الوطني، وتقليل الاعتماد على النفط الخام كمصدر رئيسي للطاقة. ويعزز هذا التوجه الحاجة إلى خدمات الحفر المتخصصة، ما يمنح العقود طويلة الأجل أهمية مضاعفة لضمان استقرار الإيرادات واستدامة الأعمال.
ويرى خبراء أن التمديد مع إس إل بي يعكس الثقة المتبادلة بين الشركتين، ويدعم قدرة الحفر العربية على مواجهة التحديات السوقية، خصوصًا في ظل التذبذب العالمي في أسعار الطاقة. كما أنه يوفر للشركة قاعدة مالية أكثر استقرارًا تمكنها من الاستثمار في تطوير تقنياتها وزيادة قدرتها التشغيلية في المشاريع المستقبلية.
من المتوقع أن يسهم هذا الاتفاق في تعزيز مركز الحفر العربية التنافسي في السوق السعودية والإقليمية، خاصة مع زيادة الطلب على خدمات الحفر المرتبطة بالغاز. كما يعكس حرص الشركة على الحفاظ على شراكات طويلة الأجل مع كبرى الشركات العالمية، بما يضمن استمرارية تدفق الأعمال، ويعزز من قدرتها على تحقيق نمو مستدام يتماشى مع الخطط الاستراتيجية لقطاع الطاقة في المملكة.