اليوان الصيني يصل لأعلى مستوى في أسبوعين مع توقعات خفض الفائدة الأمريكية
ارتفع اليوان الصيني اليوم الخميس إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين مقابل الدولار الأمريكي، مدفوعًا باستمرار ضعف الدولار عالميًا وتصاعد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
وأكد متداولون ومحللون أن البنك المركزي الصيني واصل إدارة العملة المحلية بحذر من خلال تحديد سعر الإرشاد اليومي الرسمي للحفاظ على الاستقرار، مع مراعاة تنافسية الصادرات الصينية وتجنب التوترات التجارية المحتملة.
وأشار لاري هو، كبير الاقتصاديين في «ماكوايري»، إلى أن البنك الشعبي الصيني أشار منذ يونيو الماضي إلى ميل لتقدير اليوان عبر تحديد سعر تثبيت يومي أقوى مقارنة بالإغلاق السابق، مشيرًا إلى أن وتيرة التقدير كانت تدريجية. وأضاف أن البنك المركزي يحرص على تحقيق التوازن بين دعم الاقتصاد والحفاظ على الاستقرار النقدي.
وسجل سعر الصرف المرجعي لليوان مقابل الدولار قبل فتح السوق عند 7.1337، وهو أقوى مستوى منذ 6 نوفمبر 2024، أي أعلى بحوالي 406 نقاط مقارنة بتقديرات رويترز عند 7.1743. ويُسمح لليوان بالتداول يوميًا بنسبة 2% أعلى أو أقل من السعر المرجعي، ما أتاح استقرار العملة خلال الجلسة الصباحية.
وخلال التعاملات، وصل اليوان المحلي إلى أعلى مستوى عند 7.1670 للدولار قبل أن يتداول عند 7.1722 بحلول الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع نظيره الخارجي نحو 0.11% إلى 7.1740 للدولار في التعاملات الآسيوية. وعكس مؤشر سلة العملات لليوان انخفاضًا إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين عند 95.91، بينما ارتفع اليوان نحو 1.8% مقابل الدولار منذ بداية العام حتى الآن.
على الرغم من هذا الأداء الإيجابي، ظل المستثمرون متحفظين بسبب ضعف الاقتصاد الصيني، بعد أن أظهرت بيانات الائتمان لشهر يوليو انخفاض القروض الجديدة لأول مرة منذ 20 عامًا، مما يعكس تباطؤ النشاط الاقتصادي والطلب على الائتمان الخاص.
وردت الحكومة الصينية على هذا التحدي عبر تقديم دعم فائدة للشركات في ثمانية قطاعات خدمية استهلاكية، بما في ذلك الضيافة والسياحة، بهدف تعزيز الاستهلاك وتحفيز الطلب على القروض، في خطوة اعتبرها خبراء «باركليز» أكثر تحفظًا من خفض شامل لأسعار الفائدة.
تأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين مع مؤشرات على تخفيف التوتر، بعد تمديد الهدنة الجمركية لمدة 90 يومًا، ما حال دون فرض رسوم مزدوجة على السلع واستقرار أسعار الصرف في السوق الصينية.
