"الزراعة": انطلاق حملة شاملة لتحصين الماشية ضد العترة الجديدة من الحمى القلاعية SAT1 السبت المقبل

أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن بدء حملة قومية شاملة للتحصين ضد العترة الجديدة SAT1 من فيروس الحمى القلاعية، اعتبارًا من السبت المقبل، وذلك في إطار خطة استباقية لحماية الثروة الحيوانية والحفاظ على الأمن الغذائي المصري، بعد رصد الفيروس في عدد من دول الجوار.
وأوضح علاء فاروق، وزير الزراعة، أن الوزارة رصدت الوضع الوبائي عبر الهيئة العامة للخدمات البيطرية وتقارير المعامل المرجعية الدولية، واتخذت إجراءات عاجلة لعزل العترة الجديدة وإنتاج اللقاح المناسب في وقت قياسي، بالتعاون مع معاهد مركز البحوث الزراعية.
وأشار الوزير إلى أن فرق العمل المختلفة أظهرت أعلى مستويات الكفاءة والسرعة، مما أتاح التحرك قبل انتشار الإصابات داخل البلاد، لافتًا إلى أن الحملة ستستهدف جميع المحافظات، مع التركيز على المناطق الحدودية الأكثر عرضة للخطر.
دور الخدمات البيطرية والبحوث الزراعية
أشاد وزير الزراعة بجهود الهيئة العامة للخدمات البيطرية في المتابعة والرصد، وكذلك بدور معهد بحوث الصحة الحيوانية في جمع العينات وتحليلها جينيًا لتحديد خصائص الفيروس بدقة، ما مهد الطريق لإنتاج لقاح فعال من خلال معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية تحت إشراف الدكتور محمد سعد.
كما أثنى على دور وحدة التحول الرقمي والخط الساخن الموحد (19561) في تسريع عملية الرصد عبر استقبال بلاغات المربين والمزارعين، ما ساهم في التدخل المبكر. وأكد أن التعاون مع العائلات والعمد والمشايخ في القرى سيكون عنصرًا رئيسيًا لضمان نجاح الحملة.
خطة شاملة ونتائج ملموسة
أوضح المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، أن الوزارة نفذت حصرًا شاملًا للثروة الحيوانية وطورت مشروع "البتلو"، ما ساهم في تمويل نحو 500 ألف رأس ماشية، وتحسين دخول أكثر من 45 ألف أسرة ريفية بتمويل تجاوز 9 مليارات جنيه. وأكد أن جهود الوزارة أسهمت في رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم من 40% قبل 2014 إلى أكثر من 60% في 2025.

من جانبه، أكد الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن توجيهات الوزير برفع حالة الاستعداد القصوى في المديريات البيطرية كانت حاسمة، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي لعبته اللجان الاستشارية العلمية في وضع خطة المواجهة.
كما أوضح الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، أن المركز اعتمد على خبراته البحثية لإجراء التشخيص المبكر للفيروس، وعزل العترة الجديدة، وتجهيزها لإنتاج اللقاح، فيما قام المعمل المركزي للرقابة على المستحضرات البيطرية بمراجعة جودة اللقاحات المنتجة وفق المعايير الدولية.
التأكيد على الاستمرارية
شدد وزير الزراعة على أن الحملة ليست إجراءً مؤقتًا، بل جزء من استراتيجية مستدامة للتعامل مع أي مستجدات وبائية، مؤكدًا استمرار المتابعة اليومية وتفعيل خطوط التواصل مع المربين، بهدف الحفاظ على بيئة صحية وآمنة للثروة الحيوانية المصرية.