مودي يتوجه إلى الصين مع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة

سيزور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الصين في وقت لاحق من هذا الشهر، في أول زيارة له منذ أكثر من سبع سنوات.
وسيحضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، المقرر أن تبدأ في 31 أغسطس ولم تؤكد وزارة الخارجية الهندية الزيارة، لكن مصادر حكومية أفادت بأن الزيارة تهدف إلى إعادة بناء العلاقات مع الصين.
ويُعد توقيت الزيارة بالغ الأهمية في ظل تدهور علاقات الهند مع الولايات المتحدة بشكل حاد بسبب قضايا تجارية وجيوسياسية.
تأتي هذه الزيارة في أعقاب الجهود الأخيرة التي بذلتها كل من الهند والصين لتخفيف حدة التوترات السابقة وقد توترت العلاقات بين البلدين بعد اشتباك حدودي مميت عام ٢٠٢٠، مما أدى إلى توقف التبادلات التجارية والدبلوماسية إلا أن لقاءً وجيزًا بين مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة البريكس في روسيا العام الماضي ساعد على إعادة فتح قنوات الاتصال وقد تُسهم زيارة مودي المقبلة في تعزيز استقرار العلاقات مع بكين، لا سيما مع سعي الهند إلى موازنة تحالفاتها الدولية.
وفي غضون ذلك، تواجه العلاقات الأمريكية الهندية ضغوطًا شديدة وأعلن الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا عن فرض رسوم جمركية باهظة بنسبة 25% على السلع الهندية، وألمح إلى فرض غرامة إضافية بنسبة 10% على واردات الهند من النفط الروسي.
وقد تؤثر هذه الرسوم على صادرات هندية إلى الولايات المتحدة بقيمة تقارب 64 مليار دولار، وهو رقم يُمثل حوالي 80% من تجارة الهند مع الولايات المتحدة ووفقًا للمسؤولين، تُعتبر هذه أسوأ أزمة تجارية بين الولايات المتحدة والهند منذ سنوات.
وتُعيد الهند حاليًا تقييم استراتيجياتها التجارية العالمية، ويقول المسؤولون إن التأثير المباشر للرسوم الجمركية الأمريكية قد يكون محدودًا، إذ تُشكل الصادرات جزءًا صغيرًا نسبيًا من اقتصاد الهند البالغ 4 تريليونات دولار.
ومع ذلك، قد يُلحق فقدان القدرة التنافسية ضررًا بقطاعات رئيسية مثل الملابس والأدوية والبتروكيماويات وقد أبقى البنك المركزي الهندي توقعاته للنمو الاقتصادي عند 6.5%، رغم حالة عدم اليقين ولم تُبدِ وزارة التجارة أي رد فعل حتى الآن على المخاوف المتزايدة.
في الوقت نفسه، تُعزز الهند علاقاتها مع روسيا ويزور مستشار الأمن القومي أجيت دوفال موسكو حاليًا لمناقشة واردات النفط، والصفقات الدفاعية، والتحركات الدبلوماسية المحتملة.
ومن المتوقع أن يزور وزير الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار روسيا قريبًا أيضًا وتأمل الهند أن تُتيح هذه الخطوات الاستراتيجية مرونةً اقتصاديةً ونفوذًا سياسيًا في ظل تحول التحالفات العالمية.