الأسهم الأوروبية ترتفع وسط تطورات تجارية وترقب لقرار بنك إنجلترا
سجلت مؤشرات الأسهم الأوروبية ارتفاعًا واسع النطاق مع بداية تعاملات اليوم الخميس، مدفوعة بآمال المستثمرين في تهدئة التوترات التجارية العالمية، وسط ترقب واسع النطاق لنتائج اجتماع السياسة النقدية لبنك إنجلترا المركزي، ونتائج أرباح كبرى الشركات المدرجة في الأسواق الأوروبية.
وذكرت شبكة "سي إن بي سي" الاقتصادية أن موجة الشراء جاءت بالتزامن مع صدور إشارات إيجابية من واشنطن وبكين حول مستقبل الرسوم الجمركية، مما عزز من معنويات الأسواق العالمية.
أداء قوي للمؤشرات الأوروبية
افتتح مؤشر ستوكس 600 الأوروبي على ارتفاع بنسبة 0.7%، ليقترب من أعلى مستوياته منذ بداية أغسطس الجاري. كما سجل مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني مكاسب بلغت 0.6%، بينما ارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.8%، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.75%.
جاء هذا الأداء الإيجابي مدعومًا بصعود أسهم قطاعات التكنولوجيا والصناعة والسلع الكمالية، في حين قادت شركات الطاقة والتعدين مكاسب السوق وسط ارتفاع أسعار النفط والمعادن الأساسية.
تطورات في الملف التجاري العالمي
أوضحت تقارير دولية أن محادثات تجارية رفيعة المستوى تجري بين الولايات المتحدة والصين، وقد أبدى الطرفان مرونة في التفاوض بشأن تخفيض بعض الرسوم الجمركية المتبادلة، وهو ما ساعد على دعم ثقة المستثمرين وتخفيف حدة المخاوف المرتبطة بالركود العالمي.
وفي السياق ذاته، أشارت المفوضية الأوروبية إلى أنها تتابع التطورات عن كثب، مؤكدة أهمية الحفاظ على استقرار النظام التجاري العالمي، في ظل تقلبات الأسواق والضغوط التضخمية المتزايدة.
ترقب واسع لقرار بنك إنجلترا
يتجه أنظار المستثمرين اليوم إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث يعقد بنك إنجلترا اجتماعه الحاسم لمراجعة السياسة النقدية. وتشير التوقعات إلى احتمالية الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وسط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة.
ورغم التراجع الأخير في معدل التضخم البريطاني، لا تزال مستويات الأسعار أعلى بكثير من مستهدف البنك البالغ 2%. ويرى بعض المحللين أن البنك قد يُصدر إشارات بشأن احتمالية خفض الفائدة خلال الربع الأخير من العام الجاري، إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية في التراجع.
أرباح الشركات تواصل التأثير
تُعد فترة إعلان نتائج أرباح الشركات الأوروبية من العوامل المؤثرة حاليًا على حركة الأسواق. وأعلنت عدة شركات كبرى – من بينها "بي إن بي باريبا" و"سيمنز" و"إيرباص" – عن نتائج تفوق التوقعات، ما ساعد على تعزيز موجة التفاؤل في الأسواق.
وتترقب الأسواق أيضًا نتائج شركات كبرى أخرى مثل "نستله" و"توتال إنرجي"، والتي من المتوقع أن يكون لأدائها تأثير كبير على معنويات المستثمرين في جلسات التداول القادمة.
نظرة مستقبلية حذرة
رغم المكاسب الحالية، يحذر محللون من أن حالة التفاؤل قد تكون مؤقتة، ما لم تتضح الصورة بشكل أكبر بشأن السياسة النقدية وأسعار الفائدة في أوروبا والولايات المتحدة. كما أن استمرار التوترات الجيوسياسية، لا سيما في شرق أوروبا، قد يظل عنصر ضغط على أسواق المال في المدى القريب.
