استقرار أسعار النفط وسط تهديدات جمركية من ترامب وارتفاع مفاجئ في المخزونات الأمريكية
شهدت أسعار النفط العالمية استقرارًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، في ظل حالة من الترقب في الأسواق، حيث يقيّم المستثمرون تأثير التوترات الجيوسياسية والقرارات الاقتصادية المحتملة، وعلى رأسها تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة، في محاولة منه للضغط من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، في مقابل زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام الأمريكية.
وفي بورصة نيويورك التجارية، استقرت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" الأمريكي بالقرب من مستوى 82.60 دولارًا للبرميل، في حين سجل خام "برنت" القياسي العالمي حوالي 85.10 دولارًا للبرميل، في تعاملات تتسم بالحذر بعد يوم من التقلبات الحادة.
ترامب يلوّح برسوم جمركية جديدة
أشعلت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسواق، بعدما لوّح بفرض رسوم جمركية إضافية على صادرات عدد من الدول الأوروبية والآسيوية، سعيًا منه لإجبار موسكو وكييف على الجلوس لطاولة المفاوضات وإنهاء الحرب في أوكرانيا. ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها تصعيد في السياسة الخارجية والتجارية، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، وبالتالي التأثير على تدفقات الطاقة.
ورغم أن ترامب لم يحدد بدقة الجهات التي ستُفرض عليها الرسوم أو توقيت التنفيذ، فإن الأسواق اعتبرت تلك التصريحات عاملًا جيوسياسيًا جديدًا قد يزيد من حدة التوتر، وفي الوقت نفسه قد يؤدي إلى ضعف في الطلب العالمي على النفط حال تصاعد الحرب التجارية.
بيانات المخزون الأمريكي تُفاجئ الأسواق
وفي سياق آخر، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاعًا مفاجئًا في مخزونات النفط الخام خلال الأسبوع الماضي، حيث زادت بمقدار 3.2 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين التي كانت تشير إلى انخفاض بنحو 1.5 مليون برميل.
وقد أثّر هذا الارتفاع غير المتوقع في معنويات المستثمرين، إذ يُعتبر مؤشرًا على تباطؤ في الطلب المحلي، خصوصًا في موسم السفر الصيفي الذي يشهد عادةً زيادة في الاستهلاك.
وصرّح محللون في "أر بي سي كابيتال ماركتس" أن "الزيادة في المخزونات تأتي في وقت حرج للسوق، خاصة مع تراجع الطلب في بعض الاقتصادات الكبرى، ما يثير المخاوف من فائض محتمل في المعروض خلال الربع الثالث من العام".
تأثيرات متباينة
ويتراوح تأثير هذه العوامل بين دعم أسعار النفط من جهة بسبب التوترات الجيوسياسية، وضغطها من جهة أخرى بسبب إشارات التباطؤ الاقتصادي وتزايد المعروض.
كما أن المستثمرين يترقبون بحذر أي مؤشرات إضافية من منظمة "أوبك+" بشأن إمكانية تعديل مستويات الإنتاج خلال اجتماعها القادم، وسط دعوات من بعض الدول الأعضاء للحفاظ على استقرار السوق وعدم الانجراف وراء تقلبات السياسة الأمريكية.
في انتظار قرارات الفيدرالي
وتترقب الأسواق أيضًا قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب، حيث من المرجح أن يحافظ البنك على موقفه الحذر في ظل استمرار التضخم وتهديدات الركود، مما قد يؤثر بدوره على مستويات الطلب على الطاقة.
خلاصة المشهد
يتقاطع في المشهد الحالي مزيج من التهديدات السياسية والبيانات الاقتصادية المتباينة، ما يدفع أسعار النفط نحو الاستقرار المؤقت. وتبقى التوقعات مرهونة بتطورات الموقف الأمريكي، سواء على صعيد السياسة التجارية أو توجهات البنك الفيدرالي، إلى جانب مؤشرات الاستهلاك في الأسواق الكبرى.
