الخميس 31 يوليو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
بنوك خارجية

«إتش إس بي سي» يسجل تراجعًا حادًا في الأرباح بفعل خسائر الصين والعقارات

الأربعاء 30/يوليو/2025 - 09:31 ص
بنك إتش إس بي سي
بنك إتش إس بي سي

أعلن بنك «إتش إس بي سي» – أكبر البنوك الأوروبية – عن تراجع أرباحه قبل الضرائب بنسبة 26% خلال النصف الأول من عام 2025، متجاوزًا بذلك توقعات المحللين، نتيجة ضغوط مالية ناتجة عن استثماراته في الصين وتعرضه المتزايد لسوق العقارات في هونغ كونغ، وذلك بحسب النتائج المالية التي نُشرت اليوم الأربعاء.

وسجل البنك أرباحًا قبل الضرائب بلغت 15.8 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، مقارنة بـ21.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. 

وتأتي هذه النتائج أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى تحقيق أرباح قدرها 16.5 مليار دولار، بحسب متوسط تقديرات المحللين الذين استطلعهم البنك.

خسائر الصين والعقارات تضغط على الأرباح

وتكبّد البنك خسارة إضافية قدرها 2.1 مليار دولار مرتبطة بحصته في «بنك المواصلات» الصيني، بعد أن كان قد أعلن في فبراير/شباط 2024 عن خسائر أولية بقيمة 3 مليارات دولار ناجمة عن تفاقم القروض المتعثرة في الصين، وخاصة في القطاع العقاري الذي يشهد أزمة ممتدة.

كما ارتفعت خسائر الائتمان المتوقعة بمقدار 900 مليون دولار لتصل إلى 1.9 مليار دولار، مقارنة بالنصف الأول من عام 2024. وأوضح البنك أن هذه الزيادة تعود جزئيًا إلى تراجع أداء سوق العقارات التجارية في هونغ كونغ، والتي أثّرت سلبًا على جودة الأصول.

خطة لطمأنة المستثمرين: إعادة شراء أسهم بـ6 مليارات دولار

ورغم التراجع في الأرباح، سعى «إتش إس بي سي» إلى طمأنة المستثمرين من خلال إعلان برنامج جديد لإعادة شراء أسهم بقيمة 3 مليارات دولار، يُضاف إلى برنامج مماثل بالقيمة نفسها تم الإعلان عنه في وقت سابق من هذا العام، ليرتفع إجمالي عمليات إعادة شراء الأسهم إلى 6 مليارات دولار في 2025.

وتبلغ القيمة السوقية للبنك حوالي 225 مليار دولار، ويُعدّ واحدًا من البنوك العالمية الأكثر تعرضًا للأسواق الآسيوية، خاصة في الصين وهونغ كونغ، مما يجعله عرضة للتقلبات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة.

وقال الرئيس التنفيذي للبنك، إن النتائج تعكس "تحديات هيكلية في الأسواق الآسيوية الرئيسية، وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن البنك سيواصل التركيز على ضبط التكاليف وتعزيز العوائد على حقوق المساهمين.

نظرة مستقبلية حذرة

وأشار محللون إلى أن الخسائر المسجلة في الصين تُعد "إشارة تحذير" للبنوك العالمية الأخرى ذات الانكشاف على الأسواق الصينية، في ظل تصاعد المخاطر المرتبطة بالقطاع العقاري والديون السيادية المحلية. كما عبّر بعض المستثمرين عن قلقهم من تأثير النزاعات الجيوسياسية على أداء البنك في النصف الثاني من العام.

ويراقب المستثمرون أيضًا ما إذا كان البنك سيواصل تنفيذ استراتيجيته الآسيوية أم سيعيد النظر في توجيه استثماراته، خاصة في ظل تزايد الدعوات لتقليص الانكشاف على الأصول الصينية.