الأسواق الآسيوية تتباين وسط ترقب واسع لمصير الرسوم الجمركية الأمريكية وبيانات التضخم الصينية

شهدت مؤشرات الأسهم الآسيوية تباينًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وسط حالة من الترقب والحذر التي تسيطر على المستثمرين في ظل الغموض المحيط بالرسوم الجمركية الجديدة التي يعتزم الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب فرضها على واردات آسيوية، بالتزامن مع صدور بيانات تضخم متباينة من الصين، أثارت تساؤلات حول قوة الطلب المحلي في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
وقد أغلقت بعض الأسواق مثل بورصة طوكيو على تراجع طفيف، مدفوعة بعمليات جني أرباح ومخاوف من التصعيد التجاري، بينما تمكنت مؤشرات أخرى مثل مؤشر شنغهاي المركب ومؤشر هانغ سنغ في هونج كونج من تحقيق مكاسب محدودة، بدعم من مشتريات مؤسسية وترقب حوافز اقتصادية إضافية من بكين.
ترقب الرسوم الجمركية يضغط على المعنويات
أكد مراقبون أن الأسواق ما زالت تتفاعل بحذر مع التصريحات المتضاربة من واشنطن بشأن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من الصين وكوريا الجنوبية وفيتنام، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها إعادة إحياء للنهج الحمائي الذي ميز الفترة الأولى من حكم ترامب، ما قد يزعزع استقرار سلاسل التوريد العالمية مجددًا ويقلص من هوامش الربح في كبرى الشركات الآسيوية المصدرة.
وتترقب الأسواق إعلانًا رسميًا بشأن هذه الرسوم، والذي قد يصدر خلال مؤتمر تجاري مرتقب في واشنطن خلال الأسبوع الجاري.
تضخم الصين يعكس تعافياً غير متوازن
في سياق موازٍ، أظهرت بيانات التضخم الصادرة عن الصين لشهر يونيو ارتفاعًا في مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.5% على أساس سنوي، وهو ما جاء دون التوقعات، ما يشير إلى ضعف في استهلاك الأسر رغم جهود الحكومة لتحفيز الاقتصاد.
في المقابل، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 1.3%، ما يعكس ارتفاعًا في تكاليف الإنتاج، وهي إشارة مزدوجة تدفع المحللين للتحذير من ركود تضخمي محتمل إذا لم يتم احتواء الضغوط السعرية من جانب العرض وتحفيز الطلب الداخلي.
تقلبات إقليمية تعكس هشاشة التعافي
- في اليابان، خسر مؤشر نيكاي 0.3% متأثرًا بانخفاض أسهم شركات التكنولوجيا وشكوك المستثمرين حول مستقبل الطلب الأمريكي.
- في الصين، ارتفع مؤشر شنغهاي بنسبة 0.6% وسط آمال بتدخل حكومي لتعزيز الإنفاق العام.
- في كوريا الجنوبية، تراجع مؤشر كوسبي بنسبة 0.4% مع ارتفاع التوترات التجارية.
- أما الأسواق في جنوب شرق آسيا مثل سنغافورة وماليزيا، فسجلت أداءً شبه مستقر وسط ضعف السيولة وترقب قرارات السياسة النقدية الإقليمية.
نظرة إلى المستقبل
يرى محللون أن الأسواق الآسيوية باتت عالقة بين ضغوط خارجية ناتجة عن التهديدات الجمركية الأمريكية، ومخاوف داخلية من تباطؤ اقتصادي بقيادة الصين. ويزيد هذا من تقلبات حركة رأس المال ويُعقد مهمة البنوك المركزية الآسيوية في تحقيق التوازن بين دعم النمو وكبح التضخم.
ومع اقتراب موسم إعلانات أرباح الشركات في الربع الثاني، من المتوقع أن تظهر الصورة بشكل أوضح بشأن مدى تأثر كبرى الشركات الآسيوية ببيئة الاقتصاد الكلي الراهنة.