الجمعة 04 يوليو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

الأسواق الآسيوية تغلق على تباين وسط ترقب اتفاقيات التجارة الأمريكية

الجمعة 04/يوليو/2025 - 11:38 ص
الأسواق الآسيوية
الأسواق الآسيوية

أنهت مؤشرات الأسهم الآسيوية تعاملات الجمعة 4 يوليو 2025 على تباين واضح، في ظل حالة من الترقب المشوب بالقلق تسود الأسواق قبيل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (9 يوليو)، بشأن التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة مع شركاء رئيسيين مثل اليابان، والهند، والاتحاد الأوروبي.

في مشهد اقتصادي معقّد، انعكس هذا الترقب على سلوك المستثمرين في كبريات البورصات الآسيوية، حيث تأرجحت المؤشرات بين مكاسب محدودة وخسائر ملحوظة، مع تسجيل بورصة طوكيو (نيكاي 225) مكاسب هامشية مدعومة ببيانات توظيف إيجابية، بينما تراجعت مؤشرات شنغهاي وهونغ كونغ بفعل تنامي المخاوف من تصعيد الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها على القطاعات التكنولوجية والصناعية.

اقتصاد آسيوي على مفترق طرق بين واشنطن وبكين

يتزامن الأداء المتذبذب مع إدراك عميق لدى الأسواق بأن الاقتصاد الآسيوي بات على مفترق طرق حساس، في ظل اشتداد التنافس التجاري والتقني بين الولايات المتحدة والصين، ومحاولات واشنطن إعادة رسم خريطة سلاسل التوريد بعيدًا عن هيمنة بكين.

وتُعد الدول الآسيوية، بما فيها كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة، أكثر عرضة للتقلبات الناتجة عن قرارات البيت الأبيض، خاصة في القطاعات المرتبطة بأشباه الموصلات، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وصناعات السيارات والرقائق الإلكترونية.

ضبابية السياسات وتآكل ثقة المستثمرين

يرى محللون في مؤسسات مالية آسيوية أن غياب الوضوح السياسي حول اتجاهات ترامب التجارية، وتهديداته بفرض رسوم جمركية إضافية، أحدثا نوعًا من "الضبابية السيادية" التي تُربك توقعات المستثمرين وتضعف شهية المخاطرة، في وقت تحتاج فيه الأسواق إلى استقرار مناخ الأعمال لاجتذاب رؤوس الأموال.

وتتزايد المخاوف من أن تؤدي أي خطوة تصعيدية أمريكية إلى تعطيل التعافي الاقتصادي العالمي، خصوصًا بعد تباطؤ النمو في الصين، وتراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى ما دون المستوى المحايد، وهو ما يُنذر بانكماش محتمل في الطلب الآسيوي خلال الربع الثالث من 2025.

العين على ما بعد 9 يوليو

الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي كمهلة أخيرة للتفاوض التجاري أصبح نقطة محورية في حسابات الأسواق، فإما أن يؤدي إلى انفراج نسبي وتهدئة المخاوف، أو يشعل موجة من الاضطراب المالي في الأسواق الناشئة والمتقدمة على حد سواء.

ويبقى السؤال الأهم الذي يشغل المستثمرين وصنّاع القرار: هل يجنح ترامب إلى التهدئة لأسباب انتخابية، أم سيواصل التصعيد ضمن استراتيجيته التفاوضية المعتادة؟

الإجابة على هذا السؤال قد تحدد ملامح المشهد الاقتصادي للأسواق الآسيوية، بل وللأسواق العالمية، في النصف الثاني من 2025.