الأردن يضاعف صادراته إلى سوريا 5 مرات.. الإسمنت يتصدر بـ6.1 ألف شاحنة

قفزت الصادرات الأردنية إلى سوريا بنحو 5 أضعاف خلال الربع الأول من العام 2025، بدفع من اتفاقيات اقتصادية جديدة وانفتاح تدريجي في العلاقات التجارية، في وقت تصدرت فيه مادة الإسمنت قائمة الصادرات الوطنية إلى السوق السورية، وسط مؤشرات متزايدة على دخول الأردن بقوة في مرحلة إعادة الإعمار السورية.
الميزان التجاري بين الأردن وسوريا
وتأتي هذه القفزة وسط جهود رسمية لتكثيف التعاون بين عمّان ودمشق، في إطار تنسيق اقتصادي متصاعد ينعكس إيجابا على الميزان التجاري بين البلدين، بالتزامن مع تعزيز انسيابية حركة الشحن عبر معبر جابر – نصيب، وتوسيع قائمة السلع الأردنية العابرة إلى الداخل السوري.
قال النائب الأول لرئيس غرفة تجارة الأردن، جمال الرفاعي، في بيان صدر أمس الأربعاء، إن الاتفاقات الأخيرة بين الأردن وسوريا تمثل «خطوة استراتيجية نحو تعزيز التعاون الثنائي»، مؤكداً أنها تفتح آفاقاً واعدة لتكامل اقتصادي يخدم مصالح البلدين، وينشط حركة التبادل التجاري والاستثماري، ويمهد لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية المشتركة.
وكشف الرفاعي عن التوجه لإنشاء مجلس للتنسيق الأعلى بين الأردن وسوريا، بهدف تطوير التعاون في ملفات التجارة والمياه والنقل والطاقة، معتبراً أن هذا التنسيق سيشكل ركيزة لبناء شراكة اقتصادية متوازنة تخدم الاستقرار والتنمية في كلا البلدين.
52.7 مليون دينار في 3 أشهر
بحسب بيانات رسمية، اطّلعت عليها «إرم بزنس»، تضاعفت قيمة الصادرات الأردنية إلى سوريا خلال الربع الأول من العام الحالي لتبلغ نحو 52.781 مليون دينار، مقابل 9.49 مليون دينار فقط تم تسجيلها في الفترة ذاتها من عام 2023، بزيادة نسبتها 489%.
وفي المقابل، تراجعت المستوردات الأردنية من سوريا في الربع الأول من العام الجاري إلى 12.9 مليون دينار، مقارنة بـ13.6 مليون دينار في نفس الفترة من العام الماضي، ما يعكس تحوّلًا لصالح الميزان التجاري الأردني.
كما شهد بند المعاد تصديره من الأردن إلى سوريا ارتفاعاً ملحوظاً، حيث بلغ 31.236 مليون دينار، مقارنة بـ25.6 مليون دينار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024.
الإسمنت والعفش المنزلي في الصدارة
وأظهرت جداول رسمية، اطّلعت عليها «إرم بزنس»، أن حركة الشحن البري من الصادرات الأردنية إلى سوريا بلغت في الثلث الأول من العام الحالي نحو 14.6 ألف شاحنة محمّلة بالبضائع.
وتصدّرت مادة الإسمنت قائمة المواد المصدرة من حيث عدد الشاحنات، إذ تم نقلها عبر 6158 شاحنة متجهة إلى الداخل السوري، ما يعكس الدور المحوري الذي تؤديه هذه المادة في مشاريع البناء وإعادة الإعمار في سوريا.
في المرتبة الثانية جاءت الشاحنات المحملة بالعفش المنزلي، بعدد بلغ 3757 شاحنة، تلتها شاحنات الخضار بعدد 1733 شاحنة، في مؤشر على تنوع صادرات الأردن إلى السوق السورية في ظل تحسن حركة التجارة بين الجانبين.
42 ألف شاحنة إلى سوريا خلال 4 أشهر
بحسب أرقام دائرة الجمارك الأردنية، التي حصلت عليها «إرم بزنس»، بلغ عدد الشاحنات المغادرة من الأردن إلى سوريا عبر معبر جابر خلال الفترة الممتدة من 16 ديسمبر 2024 إلى 20 أبريل 2025 نحو 42.1 ألف شاحنة، منها 713 شاحنة فقط كانت فارغة.
ومن ضمن هذا الإجمالي، بلغ عدد الشاحنات الأردنية المغادرة نحو 23.4 ألف شاحنة محملة بالبضائع، ما يعكس تصاعداً في نشاط التصدير عبر المعبر الحدودي الذي بات شرياناً رئيسياً للتجارة الثنائية.
أما من الجانب المقابل، فقد دخلت الأراضي الأردنية خلال الثلث الأول من العام نحو 38.58 ألف شاحنة من سوريا، منها 20.5 ألف شاحنة أردنية، و13.9 ألف شاحنة أجنبية، و4160 شاحنة سورية.
زيارة اقتصادية مرتقبة إلى دمشق
وفي سياق تعميق العلاقات الاقتصادية، يعتزم وفد اقتصادي أردني يمثل القطاعين التجاري والخدمي، القيام بزيارة عمل رسمية إلى سوريا في 26 مايو الجاري، لبحث سبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري المشترك.
وتعد الزيارة هي الأولى من نوعها تحت مظلة غرفة تجارة الأردن، وبتنسيق مشترك مع وزارة الخارجية الأردنية، والسفارة الأردنية في دمشق، واتحاد غرف التجارة السورية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الميزان التجاري بين البلدين تحولات جذرية، وسط تساؤلات عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الأردن في المساهمة بإعادة الإعمار والبنية التحتية، في ظل الانفتاح الإقليمي على دمشق، وتحركات استباقية لتثبيت موطئ قدم اقتصادي في سوريا ما بعد الأسد.