الخميس 02 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

خطة التعالب.. ليلة نجت فيها مصر من الإفلاس والسقوط.. تفاصيل اللحظات الصعبة في أزمة الدولار

الأربعاء 06/مارس/2024 - 12:02 ص
الدولار
الدولار

 

هو مين اللى كان واقف ورا أزمة الدولار فى مصر؟ ومين الجهات اللى كانت بتشعل السوق السودا للعملة ؟ وازى الدولة قدرت تجهض مخططات ومؤامرات كانت بتستهدف الاقتصاد وعاوزة تفشل التجربة المصرية؟

مصر بقالها سنتين بتعانى من مشاكل ضخمة وبيحاصر اقتصادها أزمات وتحديات غير مسبوقة وطبعا كل المشاكل دي مش بالصدف ولا وليدة اللحظة وبيقف وراها جهات ومؤسسات كبيرة وأكبر دليل ازمة شح الدولار ونقص العملات الأجنبية


طب ازاى بدأت أزمة الدولار فى مصر؟ 
اعلي أزمة شهدتها مصر لارتفاع سعر بيع الدولار في السوق السوداء كان في خلال الكام شهر اللي فاتوا وده بسبب نقص الدولار في البنوك الوطنية بعد خروج أكثر من 20 مليار دولار من البنك المركزي، ظهر كذا سعر للدولار في السوق السودا منهم دولار السلع ودولار الذهب ودولار الحديد والصلب ودولار العربيات وفي انواع ثاني وثالث ورابح ولو هنعد هنعد كثير.

و اية اللي عملته الدولة الشأن توقف الدنيا في الموضوع ده؟.
الحكومة شافت أن احسن حل علشان تهدم السوق السوداء في التجارة بالعملات الأجنبية في مصر هو توفير الدولار بسعره الرسمي وتوفيره في البنوك الوطنية للمواطنين، وبدأت بكذا خطوة أولهم التوصل لاتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي لاستئناف وزيادة قرض ال 3 مليار دولار واللي حصلت منه مصر علي الشريحة الأولي في عام 2022، وزيادته ل10 مليار دولار.

تاني الخطوات كان توقيع الحكومة لصفقة راس الحكمة، واعلان الحكومة عن دخول 10 مليار دولار بشكل نقدي ومباشر لخزينة البنك المركزي من قيمة الصفقة واللي هتوصل لـ35 مليار دولار، ده غير 5 مليار دولار بقوا بتوع مصر بشكل رسمي من قيمة الودايع الاماراتية الموجودة في خزينة البنك المركزي، 
ده غير 20 مليار دولار هيدخلوا خزينة البنك المركزي خلال الشهرين اللي جايين منهم 6 مليار موجودين كوديعة للامارات في خزينة البنك المركزي، وهطدي هتكون الضربة القاضية من الحكومة للسوق السوداء تماماً.
طيب اية اللي حصل بعد توقيع  صفقة رأس الحكمة ودخول دولارات في حزينة البنك المركزي؟.
بعد توقيع الحكومة لعقود صفقة الاستثمار في رأس الحكمة، اغلب اسعار السلع نزل سعرها وخصوصا اسعار الحديد واللي نزل بما يقارب من 10 آلاف جنيها بعد ما سعره عدي ال 64 الف جنيها، ده غير أسعار الذهب واللي نزلت باكثر من 1000 جنيه في عيار 21 والاكثر مبيعا وانتشارا في الأسواق المصرية ط، ده غير نزول اغلب السلع الاستهلاكية والتموينية باكثر من 30% في الأسواق وبقت متاحة ومتوفرة للمواطنين في الأسواق.


مش عاوزين ننسى كمان إن أزمة الدولار وصلت لحد الانفجار لأسباب تانية.. أسباب دخلتها في منطقة معقدة ومظلمة لما بقت تدار في غرف أجهزة مخابراتية في الخارج ومن هنا خد ملف الدولار والاقتصاد بعد تاني خالص وهو استهداف كل الدولة المصرية وتحويل الدولار إلى أزمة والأزمة لمشكلة كبيرة والمشكلة الكبيرة الي فوضى للضغط على القيادة السياسية ضمن ضغوط كتيرة تانية خالص دولية عشان مصر تخليها في حالها.
جايز ناس كتير مش بتؤمن بنظرية المؤامرة لكن لو شفنا خريطة العالم ومين اللي بيتحكم فيها إقتصاديا وكل الأطراف بتخدم على مين في المنطقة ويهمهم أنها تكون دولة آمنة ومن غير اي تهديد حوليها هتعرف إن الضغوط على مصر منطقية لأنها اكتر دولة وقفت في وش اللي بيحصل في فلسطين ورفضت ملف التهجير القسري تماما واجهضت مؤامرة إفراغ غزة من سكانه  ودي فرصة نادرة لدولة الاحتلال إنها تبلع الباقي من الدولة الفلسطينية ولأن مصر كانت حجر عثرة كان لازم الضغط عليها بكل الوسائل وكان الاقتصاد هو الأداة والفرصة وشفنا الدولار بيختفي ازاي والاسعار بتولع وفيه سلع بتختفي وتحويلات مصريين بتتحجب وهات يا تقارير دولية سلبية وتسويد المشهد.
ولو لسه مش مصدق نظرية التآمر على مصر بنفكركم بالكلام والتصريحات والتحليلات الأمريكية والغربية واللي قالت إن أمريكا عرضت على مصر 250 مليار دولار دفعة واحدة وشطب الديون كلها ودعم اقتصادي غير مسبوق مقابل تدخل حتي كام ألف فلسطيني لسيناء لكسر الموقف المصري ودا كلام اتقال فعلا واحنا مش بنقول سيناريو من الخيال.. دوب. الكيان معروفة مرتبطة بمين ومين بيدعهما وناس كتير فاكره إن وراها أمريكا بس لكن فيه قوى ولوبي مخيف هو اللي ييحرك الأحداث ومصر كانت هتروح في أزمة دولار لولا إن فيها صقور ونسور ووحوش صاحية مش بتنام وفيها رئيس كل شغلته كانت يصيد التعالب والتعابين حتي في عز الضلمة ويحمي بلده .. زعيم عنده غريزة الاحساس بالخطر ويقدر يتعامل معاه ويقدر يهزمه وده اللي حصل الأجهزة المعادية فشلت في كل المؤامرات على مصر ولما عرفت انه مستحيل التأثير عليها قررت تغير خطتها لأنها عرفت إن وصول الغضب المصري لنقطة الخطر وانه لو صبر السيسي نفد ده معناه كارثة بالنسبة لهم وخاصة بعد تهديدات مصر المباشرة عن الأمن القومي المصري والخطوط الحمرا وفهم الغرب الرسالة كويس.

طبعا مش معقول نتكلم عن التنظيمات والأجهزة المعادية اللي صنعت الأزمة وسخنتها وبنتكلمش عن الدور الكبير لجماعة الإخوان في التآمر وحرق البلد والحقيقة خيانة الإخوان مش محتاجة دليل وكلنا شفنا الشماتة في الإعلام بتاعهم ومنصاتهم الالكترونية وفيديوهات الفبركة والتضليل والتسخين والدعوة للفوضى وشفنا ازاي شركات الإخوان في الخارج والداخل لعبت لعبة خبيثة لجمع الدولار من الأسواق والمصريين بالخارج باي تمن وضمان عدم وصول دولار واحد للبنوك ولا للحكومة وصورت للمصريين إن مصر بتفلس حرفيا وإن الوزراء والمسؤولين الكبار بيهريوا والحقيقة فيه ناس وقعت تحت تأثيرهم قبل ما السيسي يضرب التعابين كلها بحجر واحد في رأس الحكمة.
طيب مصر مفلستش ليه مع كل الأزمات دي؟

شوف حضرتك عشان تبقي عارف حاجة ليها علاقة بالتاريخ ونشأة الدول والحضارات مفيش دولة ليها تاريخ عريق وحضارة وتسقط ممكن تعاني صحيح لكن لا تسقط لأن بيكون عندها مناعة تاريخية ضد السقوط وشعوبها واعية وتتحمل كل الصعاب ومصر مش بس دولة حضارية وبس لكن هي اللي اخترعت الحضارة وكمان مصر رغم الأزمات عندها اقتصاد متنوع وشامل وعندها فرص اقتصادية كتير وإمكانيات تمنعها من السقوط والافلاس وتفلس ازاي بس وفيها اغلي كنوز العالم.

ورغم ان سعر الدولار في البنوك وشركات الصرافة المعتمدة ثابت ومستقر من شهر مارس 2023 ولحد دلوقتي  عند حدود 31 جنيه الا ان سعر العملة الأمريكية في السوق السودا كان بيواصل جنونه لغاية ما وصل سعر الدولار الى ما يقرب من 70 جنيه بسبب المضاربات اللى كانت بتتعمل على العملة

وزي ما احنا عارفين أكتر سلعة بتتأثر بالشائعات هي الدولار ولو طلع خبر إيجابي واحد عن قدرة مصر على توفير سيولة دولارية بيحصل على طول تراجع في سعر الدولار في السوق السودا والعكس صحيح مع كل خبر سلبي سعر العملة الأمريكية في السوق الموازية بيطير... فما بالك بقا بكمية شائعات وأخبار سلبية كانت مالية الفيس بوك وكل منصات السوشيال ميديا عن ضعف الجنيه وعن احتمالية تخفيض قيمة العملة وعن عدم مقدرة مصر على جذب تدفقات دولارية.
وخلونا نقول لحضراتكم ان فيه ماسورة اشاعات ضربت عن مستقبل الاقتصاد وعن تعويم جديد هيحصل للجنيهوطبعا الاشاعات دي كان ليها تأثير سلبي كبير جدا على سعر الدولار في السوق السودا وخلا كتير من الناس تتكالب على شراء الدولار وتخزينه عشان يحفظوا قيمة مدخراتهم ويحموها من أي خفض محتمل في قيمة الجنية وتخيل حضرتك مواطن معاه قرشين شايلهم للزمن كل يوم بيسمع ان سعر الدولار هيزيد وقيمة الجنيه هتنخفض ممكن يشترى الدولار بأى سعر حتى لو على من قيمته العادلة عشان يحافظ على فلوسه من التضخم ومن تآكل قيمتها وده يفسرلك ليه سعر الدولار في السوق السودا بيزيد بمعدلات مش طبيعية لأن اللى بيشتروا دولارات مش الناس اللى على اد حالهم اللى شايلين قرشين للزمن ولكن مستثمرين ورجال أعمال وشركات ضخمة بتجمع دولارات من السوق وده مخلى فيه طلب كبير جدا جدا على العملة الأمريكية والقاعدة في سوق الصرف مفهومة وكلنا حافظينها كل ما زاد الطلب على عملة كل ما سعرها زاد وكل ما انخفض الطلب هيزيد المعروض والسعر هيقل.


طب مين اللى بيقف ورا الاشاعات اللى بتضرب في الجنيه وبتشعلل السوق السودا للعملة؟ 
فيه اطراف كتيرة مستفيدة من اللى بيحصل أطراف لها مطامع سياسية وأطراف بتحقق أهداف اقتصادية وكمان أطراف دولية بالبلدي كده مش عاوزة مصر تقوم لها قومة.. وللأسف كل جماعات الشر دي اتحدت وتكالبت على مصر وبيحاولوا يستغلوا الوضع الاقتصادي الصعب اللى بتمر بيه مصر زيها زي دول كتير في العالم اتأثرت بالأحداث اللى بتحصل عالميا زي أحداث غزة حاليا ومن قبلها الحرب الروسية الأوكرانية وقبلهم كمان جائحة كورونا اللى اتسببت في حالات اغلاق وتقييد وتراجع في مستلزمات الإنتاج.. والجماعات دي بتضم جماعات تابعة لتيار الإسلام السياسي زي جماعة الاخوان وأتباعها واللى لسه منتشرين ومتغلغلين في المجتمع وجماعات ضغط مالى وسياسي وأجهزة مخابرات خارجية يهمها ان مصر تفضل مشغولة بمشاكلها الداخلية 
وحرب الجماعات دي مع الدولة المصرية وصل انهم نقلوا المعركة الى خارج مصر وبيحاولوا يحرموا مصر من مورد دولاري مهم وهو تحويلات المصريين في الخارج وفيه حاليا عصابات بتاخد فلوس المصريين العاملين في الخارج من بره بره وبتمنع وصول العملات الجنبية الى مصر ودول باختصار بيتواصلوا مع اى مواطن شغال ببره مصر وبيشتروا منه الدولار حتى بأعلى من سعره في السوق السودا وبيسلموا اهله هنا في مصر قيمة المبلغ اللى اشتروه منه وبيستلموا منه الدولارات بره .. وده انعكس على حجم تحويلات المصريين في الخارج اللى تراجعت بحوالي 30 % ومصر في اخر فترة خسرت حوالى 10 مليار دولار استولت عليهم عصابات الدولار وطبعا ده كان واحد من الأسباب المهمة اللى أدت الى ارتفاع سعر العملة الأمريكية في السوق السودا