السبت 04 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

الدهب يحلق فوق السحاب.. وتوقعات صادمة للأسواق الدولية

الخميس 14/ديسمبر/2023 - 07:52 م
الذهب
الذهب

اضطرابات.. أرباح وخسائر.. قرارات ومؤشرات تتحكم في الأسواق صعودا وهبوطا.. صراع بين الدولار وباقي العملات... وأسواق الذهب في مهب الريح... وعواصف سياسية وصراعات عسكرية عاتية تهدد خطوط التجارة.. وبنوك مركزية تستعد للقادم.. ماذا يحدث في العالم بانكير يأخذكم في جولة حول العالم وكل جديد لليوم الخميس 14 ديسمبر 2023.. 
 


البداية من أسعار الذهب العالمي والتي ارتفعت بقوة ليعود للتداول فوق المستوى 2000 دولار للأونصة وذلك بعد اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي غير من سياسته النقدية ودفع الدولار إلى التراجع بشكل كبير ليدعم ارتفاع الذهب من جديد.

وسجل الذهب الفوري ارتفاع خلال جلسة اليوم الخميس بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى عند 2040 دولار للأونصة، وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون، وذلك بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2027 دولار للأونصة، ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2036 دولار للأونصة. 

ويأتي هذا بعد ارتفاع كبير في أسعار الذهب أمس حيث سجل ارتفاع بنسبة 2.4% ليربح 48 دولار، وذلك بعد أن سجل أدنى مستوى في 3 أسابيع خلال جلسة الأمس عند 1973 دولار للأونصة. 

السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الذهب وعودته للتداول فوق المستوى 2000 دولار هو التغير الكبير في السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي قام خلال اجتماعه يوم أمس بتثبيت أسعار الفائدة عند نطاق 5.25% - 5.50% ليشير إلى انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة.

البنك الفيدرالي أشار إلى تراجع معدلات التضخم بوتيرة أسرع من توقعاته، الأمر الذي دفعه إلى التفكير في خفض الفائدة خلال العام القادم بواقع 75 نقطة أساس على 3 اجتماعات، وهو ما يقلص الفائدة إلى متوسط 4.6% بعد أن كانت توقعات أعضاء الفيدرالي في سبتمبر الماضي تشير إلى تراجع الفائدة إلى 5.1% فقط خلال العام القادم. 

كما توقع أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي أن يبلغ التضخم الأساسي ذروته عند 2.4٪ العام المقبل، وهو أقل من توقعاته في سبتمبر البالغة 2.6٪. 

واقتربت توقعات البنك الفيدرالي لمستقبل أسعار الفائدة مع توقعات الأسواق التي وضعت احتمالات لخفض الفائدة خلال العام القادم بمقدار 100 نقطة أساس، وهو الأمر الذي تسبب في حركة السوق الكبيرة بعد الاجتماع. 

ومن ناحية أخرى تشير احتمالات الأسواق الآن إلى خفض الفائدة في اجتماع مارس 2024 بنسبة 75% حيث ارتفع هذا الاحتمال من 40% قبل اجتماع الفيدرالي يوم أمس. 

في المقابل انخفض مؤشر الدولار بشكل حاد خلال جلسة اليوم ليتراجع بنسبة 0.9% مسجلاً أدنى مستوى منذ أسبوعين ويسجل انخفاض لليوم الثالث على التوالي، في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 1.3%. 

أما عن العائد على السندات الحكومية الأمريكية فقد انخفض منذ بداية الأسبوع بنسبة 6.5% ليسجل أدنى مستوى منذ قرابة 5 أشهر عند 3.932%. .

التراجع الحاد في مستويات الدولار الأمريكي والعائد على السندات الحكومية الأمريكية يمثلان أكبر دعم للذهب للارتفاع في ظل العلاقة العكسية بينهم، هذا بالإضافة إلى تراجع تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.

وإلى خبر أخر يتعلق بمستقبل الفائدة الأمريكية والتي تشغل الأسواق العالمية حيث عدّل الاقتصاديون في مجموعة جولدمان ساكس توقعاتهم لقرارات الفيدرالي الأميركي في عام 2024، ويتوقعون الآن مجموعة أسرع وأكثر حدة من تخفيضات أسعار الفائدة.

وسلط فريق جولدمان الاقتصادي، بقيادة جان هاتزيوس، الضوء على إشارة الانكماش التي ظهرت في بيانات أسعار المنتجين يوم الأربعاء، والتي أظهرت تباطؤ المكاسب إلى أقل من 1% في نوفمبر. وقالوا إنه إلى جانب المراجعات النزولية للأشهر السابقة، فإن ذلك يعني ضمنا وتيرة أضعف للزيادات في مقياس السعر المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وكتب الاقتصاديون في جولدمان ساكس في مذكرة قالوا فيها: "نتوقع الآن 3 تخفيضات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس في مارس ومايو ويونيو لإعادة ضبط سعر الفائدة من مستوى من المرجح أن يراه مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي قريباً على أنه مرتفع للغاية".

وإلى أسواق النفط  والتي عززت مكاسبها بدعم تراجع مخزونات أميركا وانخفاض الدولار.

وذكرت التقارير الأخيرة من الأسواق تعزيز أسعار النفط اليوم الخميس، مكاسبها التي بدأتها في الجلسة السابقة بدعم من انخفاض أسبوعي أكبر من المتوقع لمخزونات الخام الأميركية وتراجع الدولار بعد تلميح مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إلى أنه سيبدأ خفض تكاليف الاقتراض في 2024.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى أعلى مستوى في الجلسة بنحو دولارين إلى 76.30 دولار للبرميل، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى أعلى مستوى في الجلسة بواقع دولارين عند 71.5 دولار للبرميل.

الخبر الأخير في جولتنا الإخبارية هو تثبيت المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة دون تغييركما كان متوقعا، الخميس، وأشار إلى نهاية مبكرة لآخر خطة متبقية لشراء السندات.
ورفع المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي في وقت سابق من العام، لكن بيانات التضخم المعتدلة بشكل غير متوقع خلال الأشهر القليلة الماضية أدت لاستبعاد المزيد من تشديد السياسة النقدية، مما حول النقاش إلى مدى السرعة التي سيعكس بها البنك المركزي الأوروبي مساره.

وبحسب بيان المركزي الأوروبي تم تثبيت الفائدة على الودائع عند مستوى 4 بالمئة وذلك للمرة الثالثة على التوالي، وذلك على خطى الفيدرالي الذي أبقى على الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه أمس.
في نفس الوقت أبقى بنك إنجلترا على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى 5.25 بالمئة كما هو متوقع، وقال إن السياسة النقدية "من المرجح أن تحتاج إلى أن تكون مقيدة لفترة طويلة من الزمن".