الخميس 28 مارس 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

خبير اقتصادي يكشف مفاجأة صادمة.. بيانات 51 عاماً تكشف لا علاقة للفائدة بأسعار الذهب

الخميس 01/ديسمبر/2022 - 12:09 ص
الخبير الاقتصادي
الخبير الاقتصادي الدكتور هاني جنينة

 

قال الخبير الاقتصادي، هاني جنينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك  'نظرت إلى بيانات أسعار الذهب خلال 51 عاما من 1971 الي 2022 و قارنت نسبة التغيير في سعر الذهب بالتغيير في سعر الفائدة علي الدولار خلال نفس الفترة" ، مشيراً إلي أن النتيجة ملفتة للنظر...

وأضاف الخبير الاقتصادي أن سعر الذهب لا يرتبط بارتفاع أو هبوط أسعار الفائدة علي الدولار بقدر ما يرتبط بعاملين علي وجه التحديد:

١) حركة التضخم في أسعار السلع و الخدمات أو التضخم في

٢) و الارتفاع الحاد في المعروض النقدي نظرا لتطبيق سياسة طبع النقد من قبل الفدرالي و التي عرفت بquantitative easing (QE).

وأوضح أن الأرقام تقول؟

١. منذ 1971 الي 2022 لم تحدث طفرة سعرية في الذهب عيار 24 إلا خلال فترتين:

الفترة الأولى من 1971 إلى 1980

٢. امتدت الفترة الأولى  بعد تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن ارتباط الدولار بالذهب و ترك معدلات التضخم للإنفلات إلى أن جاء قاهر التضخم Paul Volker في 1979.

٣. خلال هذا العقد، ارتفع معدل التضخم في أمريكا من حوالي 5% الي 15% و ارتفع سعر الذهب - الذي كان لا يزال حاضرا في الأذهان أنه الملاذ الآمن وأنه غطاء الدولار الرسمي لما يقرب من الـ100 عام - من 44 دولار للأونصة (٣١.١ جرام) في 1971 الي 590 دولار للأونصة في 1980 اي 13 ضعفا خلال 10 سنوات.

٤. انتهت طفرة الذهب في السبعينات بدخول أمريكا حقبة النمو الغير تضخمي لمدة 25 عاما و التي عرفت بفترة الGreat Moderation علي عكس السبعينات التي عرفت بفترة الGreat Inflation.

٥. و خلال الـ25 عاما ارتفعت أسعار الفائدة و انخفضت وارتفع الدولار و انخفض و لكن معدلات التضخم كانت في انحدار مستمر و تبع هذا الانحدار انخفاض في سعر الذهب.

فخلال ربع قرن من 1980 ال 2005انخفض سعر الذهب 13% من 590 الي 513 دولار للأونصة. استثمار سيء جدا بكافة المقاييس.

٦. و بعد 25 عاما من انطفاء بريق الذهب نتيجة للGreat Moderation، عادت الGreat Financial Crisis  في ٢٠٠٨ الي احياء بريق الذهب الأصفر نسبيا و لكن ليس بنفس البريق الذي تمتع به في الماضي.

٧. في هذه المرة، لم يكن ارتفاع معدلات التضخم الفعلية هو المحرك الأساسي مثل السبعينات و لكن "توقع التضخم" - inflation expectations - بسبب الارتفاع غير مسبوق في المعروض النقدي بسبب سياسة الQE.

٨. فبالرغم من ان معدلات التضخم في أمريكا كانت منخفضة من 2008 الي 2020 إلا أن إقدام الفدرالي علي إصدار حوالي 8 تريليون دولار من خلال تفعيل سياسات ال QE1 و  QE2 و QE3 أثر بالغ في دعم الطلب علي الذهب كأداة تحوط ضد "التضخم المتوقع" لأن في نهاية المطاف و ان طال الزمن فالتضخم = أموال كثيرة تطارد سلع قليلة.

٩. و لكن، بالرغم من هذا الارتفاع الحاد في إصدار النقد من قبل الفدرالي، فإن سعر الذهب ارتفع من 513 الي 1.900  دولار للأونصة أي ما يقارب الـ4 أضعاف فقط علي مدار 15 عاما (مقارنة ب13 ضعفا خلال عشرة أعوام في السبعينات).

وأختتم... إذا...فماذا تقول أرقام 51 عاما علي توقعات الذهب في 2023؟

بناء علي ما سبق، فسعر الذهب لن يرتفع لمجرد بدء الفدرالي في خفض الفايدة في آخر 2023 بل سيرتفع فقط في حالة من حالتين:

- ارتفاع معدلات التضخم و هو أمر مستبعد إلى حد كبير بعد كل ما فعله الفدرالي في 2022 و ما سيفعله في النصف الأول من 2823 أو في حالة...

- اتباع سياسة QE4 و هو مستبعد جدا نظرا لما عانت منه أمريكا خلال 2021 و 2022من تبعات ضخ 4 تريليون دولار خلال أزمة كورونا وإصرار الفدرالي علي سحب السيولة التي تم ضخها تدريجيا.

و بالتالي، فلا أرى شخصيا مستقبلا لأسعار الذهب عالميا خلال 2023 إلا في الدول ذات العملات الضعيفة - مثل مصر - حيث يستخدم المعدن الأصفر كطريقة غير مباشرة للتحوط ضد انخفاض العملة المحلية مقابل الدولار في حال تعذر الحصول علي الدولار مباشرة.

نقلاً عن الصفحه الرسميه على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك للدكتور هاني جنينة الخبير الاقتصادي