السبت 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
بروفايل

هشام طلعت مصطفى.. مخترع مدن الـ "vip" بمصر

السبت 24/سبتمبر/2022 - 05:26 م
هشام طلعت مصطفى
هشام طلعت مصطفى

 

انتشل شركة العائلة من الغرق ووضعها في قائمة الأقوى عالميا

17 مليار جنيه حجم الاستثمارات.. وثرروة تقد بـ7 مليارات دولار

 

إذا كان الراحل أحمد بهجت هو أول من أدخل فكرة الكمباوند والمدن المغلقة من خلال كمباوند "دريم لاند" في مصر فإن هشام طلعت مصطفى هو أول من حولها لمنتجعات كاملة الترفيه، وجعل من الإسكان "متعة حياة"، وأول من رصع المدن الجديدة بكافة أساليب السكن الذكي بعدما شيد مدينتي والرحاب وأخيرا مدينة نور قيد الإنشاء، ليقتفي رجال الأعمال أثره في الاستثمار الواسع في المدن والمنتجعات لأصحاب الذوق الرفيع في السكن، من هو إمبراطور الإسكان الفاخر هشام طلعت؟؟

 

هشام طلعت مصطفى هو رجل أعمال وهو النجل الأصغر لرجل الأعمال المصري طلعت مصطفى وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة طلعت مصطفى المصرية العملاقة التي تملك عدة منشآت معمارية في مصر وخارجها.

ولد «هشام» عام 1959 بمدينة الإسكندرية- وهو نجل المهندس طلعت مصطفى مؤسس المجموعة التي كانت قد بدأت كشركة إنشاءات عام 1970.

يعد هشام طلعت في عالم المقاولات هو الأشهر والأبرز وقادت شركته ثورة في البناء الفاخر من خلال مشروعات الرحاب ومدينتي وسيليا وأدخل فكرة الكامبوندات إلى السوق العقاري المصري، وأحد أشهر الناجحين في المجال العمراني، ليس على مستوى مصر بل على صعيد الشرق الأوسط وإفريقيا وأختير ضمن أهم 50 شخصية تأثيراً على الاقتصاد المصرى طبقاً للتقارير المالية، حيث قدم أفكاراً ومفاهيم غير مسبوقة للسوق العقارية.

كما يعد رجل الأعمال هشام طلعت رائدا في سوق تطوير المشروعات الفندقية من خلال مجموعة الفنادق المرموقة والمنتجعات الشهيرة التي تتولى إدارتها سلسلة فورسيزونز العالمية في كل من القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ.

البداية مدينتى

يعد هشام طلعت مصطفى أول من أقام أكبر مدينة يقوم القطاع الخاص بتشغيلها على مساحة تبلغ 33.6 مليون متر مربع، لتتحول إلى مدينة متكاملة في الخدمات والسكن الفاخر وإضافة قوية للثروة العقارية المصرية.

مدينتي هو مشروع مدينة شرق مدينة القاهرة العاصمة المصرية، بدأت الإنشاءات في يوليو 2006 كما أن المشروع به عدة مراحل وتم الانتهاء من أول مرحلة سكنية عام 2013.

 

تم بناء المشروع على أرض مساحتها 8 آلاف فدان أي 33.6 مليون متر مربع، ويتوقع أن يسكنها قرابة 600 ألف نسمة، ميزانية المشروع الإجمالية 75 مليار جنيه مصري.

الرحاب.. درة المدن

برز اسم المجموعة على الساحة العقارية خلال عامى 1986 و1987، عندما بدأ في بناء مجمعات سكنية ومنتجعات سياحية في منطقة «العجمى» ثم في «الساحل الشمالى، وتلى ذلك إقامة مجتمعين سكنيين فاخرين في ضواحى القاهرة الكبرى، وهما (الربوة) في مدينة الشيخ زايد و«ماى فير» في مدينة الشروق سنة ١٩٩٤ حيث كانا من أوائل الكمباوندات التي أقيمت خارج المدينة.

 

على مدار سنوات توسعت الشركة بشكل غير مسبوق وتحولت لمجموعة تضم تحت مظلتها عددا من الشركات، وفى 1998 أصبحت مجموعة طلعت مصطفى تضم 21 شركة، حيث نجح هشام طلعت في تحويل شركة والده إلى مجموعة شركات تُقَيَّم بمليارات الجنيهات في مصر.

في 1997 تحول حلم "هشام" إلى حقيقة وهو «تحويل الصحراء القاحلة إلى جنة خضراء تنبض بالحياة فكان أول من أقام مدينة سكنية متكاملة الخدمات يتم تطويرها بواسطة القطاع الخاص، متجسدة في مدينة الرحاب بالقاهرة الجديدة، والتى تمتد على مساحة تربو على 10 ملايين متر مربع، وتتسع لاستيعاب 200 ألف نسمة، ويتوفر بها كل الخدمات والمرافق التي يحتاجها السكان، الأمر الذي جعل من «الرحاب» قصة نجاح فعلية في مجال التطوير العمرانى ونموذجا فريدا يستحق الدراسة.

وحققت مشروعات طلعت مصطفي العقارية والسياحية مبيعات تراكمية تتجاوز 126 مليار جنيه منذ بداية إطلاقها وحتى الربع الثالث من العام الماضى.

جائزة أفضل مطور

تصدرت مجموعة طلعت مصطفى القابضة (TMGH) المشهد العقارى باعتبارها «أفضل مطور عقاري» في مصر وواحدة من بين الأفضل على مستوى العالم العربى بأكمله، حيث تتميز مشروعاتها بتطوير المدن ودعم مختلف الأنشطة التجارية والإدارية بما يلبى احتياجات الحاضر ويمهد الطريق لمستقبل "رقمي" تتضافر فيه مختلف الخدمات لتلبية الاحتياجات دون المساس بالبيئة.

 

المجموعة أكبر شركات التطوير العقارى في مصر والشرق الأوسط بإجمالى استثمارات بلغت 200 مليار جنيه، ورؤوس أموال وحقوق ملكية تبلغ 31.7 مليار جنيه، وتبلغ أصول المجموعة أكثر من 102 مليار جنيه، ويعمل بها أكثر من 16.500 موظف.

صناعة الفندقة

وعلى غرار المدن الجديدة نجح هشام طلعت خلال عام 2002، في تقديم مفهوم جديد في سوق المشروعات الفندقية والضيافة بمصر، حيث كان له السبق في استقدام فنادق "فورسيزونز" إلى السوق المصرية، وهى شركة إدارة فندقية يرتبط اسمها بتقديم خدمات فندقية راقية فاخرة في جميع أنحاء العالم، حيث أضاف إلى محفظة مشروعات المجموعة مجموعة راقية ومتميزة من الفنادق، وهى: “فورسيزونز القاهرة- نايل بلازا””، و”منتجع فورسيزونز- شرم الشيخ”، و”فورسيزونز سان ستيفانو بالإسكندرية”، بالإضافة إلى فندق “كيمبينسكى النيل بالقاهرة”.

 

لم تمنعه استثماراته في القيام بدوره الاجتماعى الذي تجسد في المسؤوليات المجتمعية التي تتولاها شركاته، كتطوير المناطق العشوائية في مصر (مثل بشائر الخير وأهالينا) وإبرام بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب والرياضة لتطوير مراكز شباب ورعاية عدد من الأبطال الرياضيين والمشروع القومى للموهبة والبطل الاوليمبى، ومستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، وقافلة نور حياة لعلاج العيون، والمعهد القومى للأورام، ومستشفى طلعت مصطفى الخيرى.

كما يحرص على العمل الاجتماعى ودعم العديد من المشروعات الخيرية والجمعيات الأهلية لخدمة المجتمع ومن بينها مشروع رعاية أطفال الشوارع، وجمعية المرأة العاملة، ومدارس دار الحنان لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، والمدرسة السعيدية، والمدارس الحرفية، علاوة على تطوير العديد من الكنائس.

نور أحدث الأحلام

على خطى الرحاب ومدينتي حلم هشام طلعت في مشروع يعيد أمجاد طموحاته، وطرحت مجموعة طلعت مصطفي مشروع مدينة نور بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة وأعلن هشام طلعت أنه سيتم طرح وحدات مشروع مدينة نور الجديدة بالقرب من العاصمة الإدارية للسداد على 15 سنة وبدفعات حجز بسيطة تتناسب مع كثير من المواطنين.

 

وأوضح طلعت مصطفى أن مدينة نور التي سيتم تنفيذها داخل حدائق العاصمة بالشراكة مع الدولة ممثلة في وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تضم 140 ألف وحدة سكنية وباستثمارات تبلغ 500 مليار جنيه.

 

وأشار أن المشروع سيحقق على مدار تنفيذه ضرائب للدولة بقيمة 110 مليار جنيه ويوفر نحو 3.3 مليون فرصة عمل منتظمة وغير منتظمة.، كما سيزيد من حجم مساهمة طلعت مصطفى القابضة فى ملف المسئولية المجتمعية.

رحلة صعود هشام طلعت

 

بين القمة والسقوط قطع هشام طلعت مصطفي، رحلة مثيرة إلي عالم البيزنس بدأت ببروز شخصيته القيادية في عائلة والده طلعت مصطفي، مؤسس شركة الإسكندرية للمقاولات.

 

دخل هشام طلعت مصطفي عالم البيزنس بعد بروز شخصيته القيادية داخل الشركة رغم أنه أصغر أشقائه «49 عاماً».

وتولي هشام الابن ملف التحديات المالية التي واجهت الشركة خصوصاً المديونيات التي قدرت بحوالي 900 مليون جنيه خلال التسعينيات.

بعد وفاة طلعت مصطفي الأب نجح هشام في قيادة الشركة إلي تجاوز مشاكلها المالية عن طريق توسعة استثماراتها رغم صعوبتها.

ويرى خبراء أن بداية انطلاق هشام طلعت مصطفي، في القطاع العقاري بدأت مع بداية علاقته بالوليد بن طلال ومجموعة بن لادن السعودية، ومستثمرين آخرين من السعودية، إذ تمكن من تصحيح أوضاع المجموعة التي بدأت بتجاوز التحديات.

وفي نهاية التسعينيات دخلت المجموعة استثمارات جديدة في السوق العقارية المصرية، أهمها مشروع الرحاب ثم منطقة فرجينيا بالساحل الشمالي .

وتطورت علاقات مجموعة هشام طلعت مصطفي بمستثمرين سعوديين، الأمر الذي فتح الباب لبدء استثمارات جديدة لها في السوقين السعودية والخليجية.

ورغم صغر سن هشام طلعت وسط أشقائه لكنه استطاع أن يقود المجموعة باقتدار لتحقيق تحولات قياسية في أدائها ومشروعاتها حيث أصبحت المجموعة تعمل من خلال 21 شركة .

 

وحسب الموقع الإلكتروني للمجموعة أيضاً فإن إجمالي استثمارات رأس المال المدفوع يبلغ حالياً 2.4 مليار جنيه يشمل رأسمالها المدفوع 51% استثمارات لمجموعة طلعت مصطفي و49% لمستثمرين عرب وأجانب.

 

ويؤكد موقع الشركة أيضاً أن الأمير الوليد بن طلال رجل الأعمال السعودي الشهير أحد أبرز المستثمرين المرموقين بالمجموعة والبالع عددهم 28 مستثمراً.

 

وتبلغ التكلفة الاستثمارية الكلية لمشروعات المجموعة حوالي 16.8 مليار جنيه مصر.

 

** ثروة هشام طلعت

قدر خبراء المال ثروة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بأكثر من 6 مليارات دولار.

** ضمن أقوى 100 شركة في الشرق الأوسط 

في عام 2021 أدرجت مجلة فوربس مجموعة طلعت مصطفى القابضة ضمن أقوى 100 شركة في الشرق الأوسط .

وتصدر «فوربس الشرق الأوسط» قائمتها السنوية «أقوى 100 شركة في الشرق الأوسط لعام 2021» التي تضم أكبر الشركات العامة في أسواق المال، وأكثرها ربحية وقيمة في المنطقة.

 

** الدروس المستفادة من رحلة هشام طلعت

- لعل جزء كبير من نجاحات مجموعة هشام طلعت مصطفى يعود لمواهبه الشخصية وقدرته على الإدارة وتجاوز الصعاب، وهو ما اهله لإنقاذ سفينة الشركة من الغرق ووضعها ضمن أقوى شركات التطوير العقاري في العالم.

 

- أيضا قدرته على اختيار الشركاء الناجحين والاستفادة من تلك الشراكة في تحسين أداء مشروعاته.

 

- قدرة على تقديم منتج جديد ومتميز وقليل المنافسة من خلال المدن الحديثة والمتطورة المجهزة بأحدث وسائل الأمان والراحة.