كنز جديد يضخ عملة صعبة.. 3 شركات صينية تنقل مصانعها إلى مصر باستثمارات 1.1 مليار دولار
إيه اللي خلى 3 شركات صينية عملاقة تختار مصر وتنقل مصانعها من دول تانية؟، وليه منطقة السخنة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بقت قبلة الاستثمار الصناعي العالمي؟.. وهل الاستثمارات اللي بتعدي المليار دولار دي هتغير شكل الصناعة في مصر فعلًا؟، وإزاي المشروعات دي هتسهم في توفير عملة صعبة وتقليل الاستيراد؟، وهل مصر بقت جاهزة تكون مركز إقليمي للتصنيع والتصدير؟
مصر مش بس بتتكلم عن استثمار، مصر بقت مقصد حقيقي للشركات العالمية اللي بتدور على شغل تقيل ومكسب طويل المدى.. واللي حصل الأيام اللي فاتت أكبر دليل على كده، لما 3 شركات صينية عملاقة قرروا ينقلوا جزء من مصانعهم لمصر باستثمارات تعدي مليار و100 مليون دولار، وده رقم مش بسيط خالص.
القصة بدأت في منطقة السخنة الصناعية جوه المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، واللي بقت دلوقتي واحدة من أهم المناطق الصناعية في الشرق الأوسط وإفريقيا.. هناك، رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي شهد توقيع عقود 3 مشروعات صناعية ضخمة بالتعاون مع شركة “تيدا – مصر”، وده معناه إننا مش بنتكلم عن مصانع صغيرة، لكن مجمعات صناعية كاملة.
أول مشروع فيهم يعتبر مشروع تقيل جدًا، مجمع صناعي لصناعة ألياف وبوليمرات البوليستر، باستثمارات تتجاوز 800 مليون دولار.. المشروع ده لوحده هيوفر حوالي 3000 فرصة عمل مباشرة، وهيقام على مساحة ضخمة حوالي 400 ألف متر مربع، وهيشتغل على 3 مراحل لحد سنة 2030.
المصنع ده هيغطي فجوة كبيرة في مدخلات صناعة الغزل والنسيج في مصر، وده معناه أن مصانع كتير كانت بتستورد الخامات دي، هتلاقيها متوفرة محليًا، وكمان حوالي نص الإنتاج هيتصدر بره مصر ويدخل عملة صعبة.
المشروع التاني مختلف تمامًا، لكنه بنفس القوة، وهو مجمع صناعي لإنتاج إطارات الشاحنات الثقيلة وإطارات سيارات الركوب. استثماراته حوالي 190 مليون دولار، وهيقام على مساحة 200 ألف متر مربع، وهيوفر حوالي 1400 فرصة عمل مباشرة.
المصنع ده هيبدأ بإنتاج إطارات النقل التقيل، وبعدها يتوسع لإطارات الملاكي، بطاقة إنتاجية توصل لمليون إطار نقل تقيل و4.5 مليون إطار سيارات ركوب سنويًا، وده رقم ضخم هيغطي السوق المحلي ويزود الصادرات.
أما المشروع التالت، فهو في مجال مختلف خالص لكنه مهم جدًا، وهو مجمع صناعي للمنتجات الصحية، زي المناديل المبللة وحفاضات الأطفال والأقمشة غير المنسوجة.. استثماراته حوالي 160 مليون دولار، وهيشغل حوالي 1000 عامل.
المصنع ده لوحده هيطلع 10 مليار منديل مبلل سنويًا، و2 مليار حفاضة أطفال، بعوائد متوقعة توصل لـ270 مليون دولار في السنة.
يعني إحنا بنتكلم عن مصانع، شغل، تصدير وعملة صعبة ونقل تكنولوجيا، وكل ده في مكان واحد، وده اللي خلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تبقى كنز حقيقي، لأنها مش بس أرض، دي منظومة متكاملة فيها مواني، وبنية تحتية، وتسهيلات وربط لوجستي يخلي أي مستثمر يحس بالأمان.
الأهم من كده أن الاستثمارات دي رفعت إجمالي اللي دخل المنطقة الاقتصادية في نص سنة واحدة لـ5.1 مليار دولار، رقم قياسي بيأكد إن مصر دخلت مرحلة جديدة، مرحلة التصنيع الحقيقي، مش الكلام.
ومن الآخر كده، اللي بيحصل مش صدفة، ده نتيجة تخطيط وبنية تحتية وثقة عالمية، ومصر بقت مكان الشركات الكبيرة لما تحب تستثمر بجد.

