تراجع الأسهم الأسترالية.. والمعدنون يقودون المكاسب رغم الإغلاق المبكر
أنهت الأسهم الأسترالية تعاملات الأسبوع المختصر بسبب عطلات نهاية العام على تراجع، مع اتجاه المستثمرين إلى جني الأرباح بعد موجة صعود متواصلة استمرت أربع جلسات، بينما أسهم ضعف أحجام التداول والإغلاق المبكر للسوق في تضخيم التحركات السعرية.
وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز/أيه إس إكس 200 بنحو 0.4% ليغلق عند 8762.70 نقطة في آخر جلسة قبل عطلة يومي الخميس والجمعة. ورغم هذا الانخفاض، يظل المؤشر مرتفعًا بنحو 1.7% منذ بداية ديسمبر، مدعومًا بمكاسب قطاعات رئيسية خلال الجلسات السابقة.
وأرجع كريغ سيدني، كبير مستشاري الاستثمار في «شو أند بارتنرز»، حالة الضعف الحالية إلى الارتفاع السريع الذي شهده السوق في اليومين الماضيين، حيث صعد المؤشر الأسترالي قرابة 2%، مقارنة بمكاسب تقارب 1% لمؤشر ستاندرد آند بورز الأميركي. ولفت إلى أن أحجام التداول بلغت نحو 40% فقط من متوسطها الشهري، وهو ما يعكس فتور النشاط المعتاد خلال العطلات ويساهم في تضخيم حركة الأسعار.
وعلى صعيد القطاعات، انخفضت أسهم الخدمات المالية بنحو 0.4%، منهية سلسلة مكاسب استمرت أربعة أيام، كانت مدفوعة برهانات على بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بما يدعم هوامش الإقراض لدى البنوك. وكان القطاع قد قفز بنحو 2.9% خلال الجلسات الأربع السابقة. وقال سيدني إن القطاع — بعد مكاسب قوية على مدار العام — يبدو أنه استنفد إلى حد كبير فرص الصعود، مشيرًا إلى أن أسهم البنوك أصبحت «مسعّرة بالكامل» قبيل دخول عام 2026، بعدما حققت البنوك الأربعة الكبرى مكاسب تراوحت بين 5.5% و28.5% منذ بداية العام، في حين كانت مكاسب بنك كومنولث هي الأضعف.
في المقابل، تعرض قطاع الرعاية الصحية لضغوط واضحة، إذ تراجعت أسهمه بنحو 1.6% مع هبوط سهم سي إس إل بنسبة 2.4%، ليواصل الضغط على المؤشر الفرعي بعد انخفاض السهم بأكثر من 37% منذ مطلع العام.
وكان قطاع التعدين النقطة المضيئة الوحيدة في السوق؛ إذ ارتفع بنحو 0.5% ليحقق مستوى قياسيًا جديدًا للجلسة الثالثة على التوالي، مدعومًا بصعود أسعار السلع الأساسية. وصعد سهم ريو تينتو بنحو 0.8% مسجلًا ذروة جديدة، مع تجاوز أسعار النحاس مستوى 12 ألف دولار للطن بدعم من ضعف الدولار وتوقعات تشديد المعروض. كما واصلت أسهم شركات تعدين الذهب مكاسبها تماشيًا مع الارتفاعات القياسية للمعدن النفيس.
وانخفضت أسهم السلع الاستهلاكية التقديرية بنحو 0.7%، بينما تراجع قطاع الصناعات بحوالي 0.5%، في حين جاءت التداولات الإجمالية هادئة دون محفزات قوية.
وعلى الجانب الآخر من بحر تسمان، أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز نيوزيلندا 50 على ارتفاع طفيف عند 13,529.06 نقطة، مسجلًا مكاسب بنحو 0.3% منذ بداية الشهر، بعد التراجع الذي شهده في نوفمبر.
ومع استمرار ضعف السيولة واقتراب العطلات، يرجّح محللون أن تبقى تحركات السوق محدودة على المدى القصير، مع مراقبة تطورات أسعار السلع العالمية واتجاهات السياسة النقدية.
