السبت 27 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

القاهرة والعمق الإفريقي.. أرقام غير مسبوقة للتبادل التجاري تلامس الـ 10 مليارات دولار في عام

السبت 27/ديسمبر/2025 - 06:00 ص
إفريقيا
إفريقيا

في هدوء ومن غير ضجيج كبير، مصر بتثبت سنة ورا سنة إن إفريقيا مش مجرد عمق جغرافي، لكن عمق اقتصادي حقيقي. أرقام جديدة بتكشف إن التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الإفريقي وصل لمستويات غير مسبوقة، وبيقرب لأول مرة من حاجز الـ10 مليارات دولار في سنة واحدة.

العلاقات الاقتصادية بين مصر وإفريقيا دخلت مرحلة مختلفة تمامًا، مرحلة أرقام حقيقية وتأثير مباشر على الأرض. آخر البيانات بتقول إن حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الإفريقي وصل لحوالي 9.9 مليار دولار في سنة واحدة، مقارنة بـ9.2 مليار دولار في السنة اللي قبلها، يعني زيادة واضحة ونمو ثابت.

الرقم ده مش مجرد زيادة عادية، ده معناه إن في توسّع فعلي في حركة البضائع، وإن المنتج المصري بقى حاضر أكتر في الأسواق الإفريقية، وده باين بشكل أوضح في الصادرات.

الصادرات المصرية لإفريقيا لوحدها سجلت حوالي 7.8 مليار دولار، بعد ما كانت 7.4 مليار، وده مؤشر مهم إن الصناعة المصرية بقت قادرة تنافس وتدخل أسواق كانت قبل كده صعبة أو بعيدة.

اللي بيخلي إفريقيا مهمة قوي لمصر مش بس الأرقام، لكن طبيعة القارة نفسها.. إحنا بنتكلم عن قارة عندها موارد ضخمة جدًا، وفرص لسه كتير منها ما اتستغلش.

إفريقيا لوحدها بتملك حوالي 30% من احتياطي المعادن في العالم، ونحو 10% من احتياطي النفط، و8% من الغاز الطبيعي، يعني قاعدة صناعية مستقبلية ضخمة.

ومصر موقعها الجغرافي بيديها أفضلية كبيرة، لأنها قريبة، وعندها علاقات تاريخية وتجارية مع أغلب الدول الإفريقية، وده بيسهّل حركة التجارة والشراكات مقارنة بدول بعيدة جغرافيًا.

الفكرة دلوقتي مش مجرد تصدير وخلاص، لكن بناء منظومة كاملة للتكامل الاقتصادي. يعني مصانع، استثمارات مشتركة، نقل خبرات، وخطوط لوجستية تخدم التجارة البينية بين مصر وباقي دول القارة.

عشان الأرقام دي تكمل وتكبر، لازم يكون في تركيز على تطوير النقل والشحن، سواء بري أو بحري، وتسهيل الإجراءات، ودراسة كل سوق إفريقي لوحده، لأن احتياجات شرق إفريقيا غير غربها غير وسط القارة.

ومن هنا بييجي دور الشراكات الإقليمية، وخصوصًا مع دول ليها وزن صناعي ولوجستي كبير زي المغرب. المغرب يعتبر بوابة طبيعية لغرب إفريقيا، ومعاه موانئ وبنية صناعية قوية، والتكامل بين القاهرة والرباط ممكن يفتح أسواق ضخمة قدام الشركات المصرية.

اللي بيحصل دلوقتي بيأكد إن التوجّه لإفريقيا مش قرار لحظي، لكنه مسار طويل الأجل، الدولة ماشية فيه بخطوات ثابتة، سواء من خلال التجارة أو الاستثمار أو التعاون الصناعي.

وفي النهاية، وصول التبادل التجاري لرقم قريب من 10 مليارات دولار مش نهاية الطريق، ده بداية مرحلة جديدة، مرحلة بتتحول فيها إفريقيا من فرصة محتملة لواقع اقتصادي فعلي، ومصر واحدة من أكتر الدول المؤهلة إنها تستفيد من التحول ده وتكون لاعب رئيسي فيه.