تحالف ثلاثي عملاق.. تمويل سعودي وسواعد مصرية لتدشين أكبر مشروع ألبان في العالم
اللي بيحصل دلوقتي في المنطقة مش مجرد استثمار عادي، ده تحالف عربي تقيل بيغير خريطة الأمن الغذائي.
تمويل سعودي، تنفيذ بسواعد مصرية، ومشروع عملاق بيتبني على أرض الجزائر، والنتيجة؟ أكبر مشروع ألبان في العالم باستثمارات مليارية، وأرقام تخوّف.
في خطوة جديدة بتأكد إن المنطقة العربية داخلة بقوة على ملف الأمن الغذائي، شركة الزامل للهياكل الفولاذية في مصر، والمملوكة بالكامل لشركة «صناعات» السعودية، وقعت عقد ضخم قيمته حوالي 348 مليون ريال سعودي، يعني ما يقرب من 93 مليون دولار، علشان تشارك في تنفيذ جزء مهم من مشروع "بلدنا" العملاق في الجزائر.
العقد ده مش رقم وخلاص، ده معناه إن في ثقة كبيرة في الخبرة الصناعية العربية، وإن الشركات السعودية بقت بتتحرك إقليميًا بقوة، ومعاها تنفيذ مصري على أعلى مستوى، علشان يطلع مشروع بحجم عالمي.
العقد، حسب الإفصاح الرسمي في السوق المالية السعودية، بيشمل تصميم وتصنيع وتوريد منشآت فولاذية ضخمة، وكمان أعمال تكسيات باستخدام ألواح عازلة حديثة، وده بالتعاون مع شركة إليجانسيا للحديد من قطر، علشان يخدم مشروع بلدنا في الجزائر.
يعني باختصار، إحنا قدام شغل عربي مشترك: تمويل سعودي، تصنيع وتنفيذ مصري، تعاون قطري، وأرض جزائرية.. تكامل إقليمي واضح.
طيب إيه هو مشروع "بلدنا" اللي عامل كل الضجة دي؟
المشروع ده واحد من أضخم مشروعات الألبان في العالم، باستثمارات بتوصل لـ 3.5 مليار دولار، وهدفه الأساسي إنه يخلي الجزائر تعتمد على نفسها في إنتاج الحليب ومشتقاته، بدل الاستيراد، وبعد كده كمان تفتح باب التصدير.
المشروع متقام في ولاية أدرار، على مساحة خيالية حوالي 117 ألف هكتار، ولما يكتمل هيضم أكتر من 270 ألف بقرة حلوب، يعني أكبر مزرعة ألبان متكاملة في العالم، مش في المنطقة بس.
كمان المشروع بيعتمد على أحدث التكنولوجيا الألمانية في الحلب والمعالجة والتجفيف، وده معناه إنتاج ضخم بجودة عالية، ونموذج جديد لصناعة غذائية صناعية على نطاق غير مسبوق.
اللي يميز المشروع أكتر إنه مش مجرد مصنع، ده منظومة متكاملة: زراعة، تربية ماشية، إنتاج، تصنيع، وتشغيل آلاف العمال، يعني تأثير اقتصادي واجتماعي كبير على الجزائر، وعلى المنطقة كلها.
ومن ناحية الحوكمة، شركة "صناعات" أوضحت إن مفيش أي أطراف ذات علاقة في الصفقة، وكل حاجة ماشية وفق قواعد الإفصاح والشفافية، وده بيدي ثقة أكبر في حجم المشروع وجديته.
ولو رجعنا لشركة "صناعات" نفسها، هنلاقي إنها شركة صناعية تقيلة، تأسست من أكتر من 25 سنة، وعندها خبرة كبيرة في الهياكل الفولاذية والمواد العازلة والحلول الصناعية، ودخولها في مشروع بالحجم ده مش صدفة.
في النهاية، الصفقة دي مش مجرد عقد إنشاءات، دي رسالة واضحة إن الصناعة والغذاء بقوا أدوات استراتيجية، وإن التحالفات العربية لما بتشتغل صح، بتطلع مشاريع قادرة تغير واقع دول كاملة، مش بس أرقام على ورق.
