حجم أعمال كبير ودور مجتمعي باهت.. ماذا قدمت أورانج للمجتمع.. ومطالبات بمراجعة أنشطة الشركة
رغم المكانة الكبيرة التي تحتلها شركة أورانج مصر في سوق الاتصالات، وحجم الإيرادات الضخم الذي تحققه سنويًا، تثار تساؤلات متزايدة حول محدودية دور الشركة في مجال المسؤولية المجتمعية، مقارنة بما تقوم به شركات أخرى عاملة في القطاع نفسه، سواء من حيث حجم المبادرات أو استدامتها وتأثيرها الحقيقي على المجتمع.
وأكد متابعون أن أنشطة أورانج المجتمعية لا ترقى إلى حجم الشركة أو انتشارها الواسع، حيث تقتصر في أغلب الأحيان على مبادرات موسمية أو حملات دعائية محدودة التأثير، دون وجود استراتيجية واضحة ومعلنة للمسؤولية المجتمعية طويلة الأجل تستهدف قضايا محورية مثل التعليم، أو الصحة، أو دعم الفئات الأكثر احتياجًا في المحافظات المختلفة.
ويرى مراقبون أن تركيز أورانج ينصب بدرجة أكبر على الأنشطة الترويجية ذات الطابع الإعلامي، التي تحقق حضورًا دعائيًا سريعًا، أكثر من التركيز على مشروعات تنموية حقيقية ذات مردود مستدام، يمكن قياس أثرها على الأرض.ط، وهو ما يضعف من مصداقية هذه المبادرات لدى قطاعات واسعة من الرأي العام.
كما يلفت عملاء وخبراء إلى غياب أورانج بشكل ملحوظ عن العديد من الملفات المجتمعية الحيوية، مثل دعم التحول الرقمي في المدارس الحكومية، أو المشاركة الفاعلة في مشروعات تمكين الشباب وخلق فرص العمل، وهي مجالات ترتبط بشكل مباشر بطبيعة عمل الشركة وخبراتها التقنية، وكان من الممكن أن تحقق فيها قيمة مضافة حقيقية.
وفي المقابل، تظهر شركات اتصالات منافسة بنشاط أكبر في تنفيذ برامج مجتمعية واضحة، سواء من خلال شراكات مع مؤسسات المجتمع المدني، أو إطلاق مبادرات مستدامة تمتد لسنوات، وهو ما يسلط الضوء على الفجوة بين أورانج ومنافسيها في هذا الملف المهم.
وأكد خبراء في التنمية المستدامة أن المسؤولية المجتمعية لم تعد ترفًا أو عنصرًا تكميليًا، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من تقييم أداء الشركات الكبرى، خاصة تلك التي تقدم خدمات تمس حياة ملايين المواطنين بشكل يومي، مثل شركات الاتصالات.
وأشاروا إلى أنه في ظل هذه المعطيات، تبرز الحاجة إلى مراجعة شاملة لاستراتيجية أورانج في مجال المسؤولية المجتمعية، والانتقال من المبادرات المحدودة إلى برامج تنموية حقيقية ذات أهداف واضحة ونتائج قابلة للقياس، بما يتناسب مع حجم الشركة ودورها المفترض في دعم المجتمع المصري، ويعيد بناء جسور الثقة بينها وبين الرأي العام.
